خبر عاجل
أزمة النقل تعود من جديد لخطوط بدمشق… مواطنون لـ«غلوبال»: ضرورة تشديد الرقابة لمنع استغلال السائقين ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة معاناة وخلل بنسب التكلفة إلى الربح… رئيس جمعية صناعة الخبز بحماة لـ«غلوبال»: نقل طن الدقيق للأفران الخاصة بـ30 ألفاً وقطع الغيار باهظة الثمن دير الزور تستعد لتوزيع مازوت التدفئة…عضو مكتب تنفيذي لـ«غلوبال»: 7.2 ملايين ليتر حاجة المحافظة من المازوت عباس النوري: “سأصلي في القدس يوماً ما” زيت الزيتون بين مطرقة التصدير وسندان الاحتكار… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: ضرورة مكافحة غش المادة والتوازن بين السوقين المحلية والخارجية تأخرتم كثيراً… نحن بانتظاركم! 182 ألف إجمالي الوافدين عبر معبر جديدة يابوس… عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لـ«غلوبال»: استقبال 45 عائلة بمركز الحرجلة ضبط النفس انتهى… والصواريخ وصلت مبتغاها تخديم مدارس وتجمعات القنيطرة بالمياه مجاناً… رئيس تجمع سبينة لـ«غلوبال»: آبار جديدة بالخدمة مع منظومة طاقة شمسية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

استشهاد سماحة السيد.. بين الصمت والتشرذم

خاص غلوبال – زهير المحمد

لم يستشهد قائد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله إثر القصف الإسرائيلي، بل جاء ‏استشهاده بفعل الصمت العربي المطبق، ‏وخاصة بعد استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة والضفة ‏الغربية المحتلة.‏

ولهذا الصمت العربي أسباب ودوافع كما للعدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان دوافع وأسباب، فبعض القوى العربية تطمح للتطبيع بعد أن فشلوا في توحيد رؤاهم وأفكارهم تجاه ‏فلسطين باعتبارها قضيتهم المركزية، فخرجت من سلم أجندتهم لأسباب عديدة، وفي ‏المقابل لم يتخل الكيان الصهيوني عما يتطلع إليه من فرض وجوده على أرض الواقع، ولعل أحد أهم الأسباب هو عجز الدول العربية عن التركيز على القضية الفلسطينية، وبالتالي ‏تبني الصمت تجاه المجازر الصهيونية، والسقوط في براثن النزعات واتساع الفجوة ‏بين الرأي العام العربي والإسلامي.

لقد عمل الإعلام الغربي والصهيوني على تكريس نظرية الطائفية في أذهان العرب والمسلمين ليمنع الوحدة بين ‏دولهم، وبات عدد من أبناء الشعوب العربية والإسلامية يؤمنون بمثل تلك ‏النظرية دون وعيهم بجذورها ودوافعها وتداعياتها على المسلمين أنفسهم، ما يهدد ‏بتشظي الأمتين العربية والإسلامية، الأمر الذي ساهم ‏وساعد الكيان الصهيوني بالتمادي في جرائمه. ‏

أما السبب الآخر في الصمت العربي المتواصل فيتثمل في ظروف تلك الدول العربية فكرياً ‏وثقافياً وسياسياً، بعد إضعاف القدرات السياسية والعسكرية ‏للدول العربية إلى أبعد الحدود، وإشغال الجيوش الوطنية بحروب ضد تنظيمات الإرهاب، ناهيك عن سرقة ثرواتها ‏لجعلها دولاً منهارة، وإشغالها أكثر بشؤونها المحلية.

وإذا كان الغرب يركز في المنهج الأول على الغزو العسكري للدول العربية، ففي المنهج الآخر ‏تبنى الغرب سياسة الغزو فكرياً وثقافياً، حيث اتخذ مثل تلك المنهجية إزاء دول أخرى من ‏الدول العربية وبالتحديد دول الخليج، ومن هنا نجد أن الإنسان العربي في تلك الدول ‏منشغل باستيراد واستهلاك أحدث الإنجازات والأدوات الغربية.

‏وبات الإنسان العربي في تلك الدول مفرغاً من موروثه الحضاري والثقافي والديني، ومثل هذا الإنسان لا يمكن أن يكون مهتماً ‏بقضايا تتطلب المزيد من التفكير والعمل والنضال، وبالتالي غابت مفاهيم مثل “المقاومة ‏والنضال والتحرر والحرية” عن قواميسهم، وللأسف فإن تضافر هذه العوامل يسهل تفتيت الأمتين العربية والإسلامية وضرب ‏الحركات المقاومة للاستعمار الغربي، وبالتالي تسهيل فرض الوجود الصهيوني في قلب ‏الأراضي العربية كواقع لابد من الاعتراف به.‏

ورغم العجز والفراغ الحضاري والديني والفكري الذي تحاول تكريسه الولايات المتحدة وإلى ‏جانبها الكيان الصهيوني في معظم الدول العربية، حافظت أغلبية الشعوب العربية والإسلامية على ‏إرثها الحضاري والفكري، ولم ترضخ لمثل تلك المنهجيات، وسعت على مدى عقود ‏لاستنهاض الأمة في مواجهة المخططات الغربية والصهيونية، وتجسدت تلك الأغلبية بمظاهر عدة، حيث يمكننا ‏التطرق إلى حزب الله اللبناني كأنموذج هام ومثال على أبرز حركات المقاومة إقليمياً ودولياً، حيث ‏خاض على مدى أكثر من أربعة عقود معارك مع الكيان الصهيوني استطاع من خلالها ‏استعادة الأرض، وأظهر أنه يمكن الصمود والوقوف ‏أمام المد الاستعماري الذي يتغذى من الرؤية الشوفينية المعادية للشعوب المسلمة في الشرق ‏الأوسط؛ فحزب الله لم يكن وليد الساعة، وإنما جاء في إطار رؤية حق الدفاع عن النفس ‏والتصدي لتمدد الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط.

إذاً استشهاد السيد حسن نصر الله لا يمكن أن يكون نصراً للكيان ‏الصهيوني، وإنما يظهر مدى حاجة متزعميهم إلى استعادة ما انتزعه ‏السيد نصر الله منهم، وهو أسطورة “الردع” وخرافة “الجيش الذي لا يقهر”.

فرغم الإمكانات ‏المتواضعة للمقاومة اللبنانية أمام أحدث المعدات والتقنيات الصاروخية والعسكرية في الكيان ‏الصهيوني، استطاع الحزب على وجه عام والسيد حسن نصر الله على وجه خاص أن يرسخ ‏رؤية المقاومة والنضال والجهاد في منطقة الشرق الأوسط خلال العقود الماضية، ولذلك يقف الكيان الصهيوني اليوم أمام معادلة لا يستطيع التخلص ‏منها وبات يتشبث بالاغتيالات والإجرام والمجازر ليشفي غليل صدره من الحقد، لكن ما أبعد الغاية وما ‏أصعب المنال.‏

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *