خبر عاجل
”عنزة ولو طارت“! بين معجب ومنتقد.. فايا يونان كسبت الرهان الرئيس الأسد يصدر قانوناً خاصاً بحماية البيانات الشخصية الإلكترونية على الشبكة أجواء ربيعية دافئة…الحالة الجوية المتوقعة خلال الأسبوع القادم المدرب أحمد عزام يتحدث ل “غلوبال” عن واقع منتخبنا الوطني الورش والمعامل تحرم أهالي الدويلعة من التنعم بالكهرباء… مصدر في محافظة دمشق لـ«غلوبال»: خطة لنقلها خارج الأحياء السكنية المسلسلات الرمضانية تستهلك باقات مشتركي الـ”ADSL”… مصدر في شركة الاتصالات لـ«غلوبال»: خطة لتوسيع البوابة الدولية تأهيل المتحلق الجنوبي يكلف 6 مليارات ليرة… مدير الدراسات الفنية بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: إنجاز المشروع خلال الأشهر الثلاثة القادمة كيلو البازلاء ب60 ألف ليرة… عضو لجنة مصدري الخضر والفواكه بدمشق لـ«غلوبال»: نسبة ال 20 ٪ هامش ربح لم تعد مناسبة إحداث ثمانية خطوط جديدة للنقل الداخلي… رئيس مجلس مدينة دير الزور لـ«غلوبال»: تلبي احتياجات المواطنين وتسهل انتقالهم
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الاستثمار الخاص ضحك على اللحى وسمسرة مكشوفة

خاص غلوبال – سامي عيسى

ميدان العمل في أي مكان، أو في أي دولة لا يختلف كثيراً عنه في مكان آخر، وإن اختلف الأمر يعود للطبيعة البشرية والبيئية وطريقة التعايش، والقوانين الناظمة، الإنتاج نفسه، رأس المال حكومي وخاص، عبقرية البشر وغير ذلك كثير، لكن الاختلاف يكون أكثر في الرؤى والأهداف فكل بلد له همومه وشجونه، وغايات يسعى لتحقيقها بما يخدم الصالح العام والخاص حسب الهدف والاتجاه، وخاصة باتجاه رؤوس الأموال وما تحمله من استثمارات ومشاريع استثمارية ضخمة أو غيرها، وذلك حسبما تحمله هوية كل ما ذكرت، وهذه تنفيذها مرهون بالظروف والأسباب والموجبات التي تحدد هوية الاستثمار، والحالة التي يكون فيها، فغالباً ما يكون رأس المال متردداً وجباناً في مكان ما، وشجاعاً في مكان آخر.

ونحن في بلدنا رأس المال صفة التردد هي السائدة وحالة الجبن سيدة الخيارات، لكن قبل الدخول في التفاصيل “نحن لسنا ضد، بل مع كل حالة استثمارية تخدم البنية الاقتصادية والاجتماعية مهما كبرى حجمها أو صغر”  لأننا في هذه الظروف الصعبة والحرب الكونية، وما حملته من آثار سلبية، وتدمير للبنى التحتية والخدمية طيلة سنواتها، ومازالت بحاجة إلى استثمار كل ليرة لزيادة الإنتاجية وتأمين حاجات المواطنين المعيشية وغيرها، وبناء الحالة الاقتصادية والخدمية من جديد.

لكن ما يثير القلق في نفوسنا نحن كمواطنين وفعاليات اجتماعية وخدمية واقتصادية، هو طبيعة رأس المال والاستثمارات التي يدخل فيها، والأهم حالة الجبن والخيارات التي يسير باتجاهها، والتي تكسوها حالة خوف من الدخول في المشروعات الاستراتيجية الكبيرة، واقتصار ذلك على مشروعات صغيرة سريعة المردود، والأدلة كثيرة ضمن الحالة الاقتصادية التي نعيشها بصورة يومية، وخير دليل ما يحدث في القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والتي تغص باستثمارات خاصة ومشروعات صغيرة الحجم، لكنها استهلاكية وسريعة الربحية،تسيطر عليها حالات الجبن والخوف من القادم والخشية من الخسارة دون حسابات ديمومة العمل..

والدليل الأقوى هروب الكثير من رؤوس الأموال والمنشآت الصناعية خلال سنوات الحرب الكونية، إلى دول الجوار وغيرها، وهذه عددها “بالآلاف” كانت تشكل قوة اقتصادية كبيرة مفعولها يصل لغالبية الأسواق العالمية، لكن طبيعتها الاستثمارية ساعدتها للهروب لأنها لا تحمل هوية المشروعات الاستثمارية الضخمة، والأخطر أنها تغلف صاحب “رأس المال” بحسابات ومخاوف تثير القلق والشعور بعدم الاستقرار، ويعيش ضمن دوامة تساؤلات تدخله في حالة إرباك مستمرة، تسيطر على قراراته وخياراته في تنفيذ المشروعات، وتبعده بطبيعة الحال عن الاستراتيجي منها، وتبقيه على الاستهلاكي وسريع المردود، وتبقى حسابات الربح والخسارة ضمن حدود ضيقة فيما لو تعرضت البلاد إلى أزمات اقتصادية وغيرها.

وما حدث خلال سنوات الحرب الكونية على سورية صورة طبق الأصل لما نقول، لذلك تهافت رأس المال اليوم وحتى في المستقبل على الاستثمار في المشروعات الصغيرة، والدخول في الاستثمارات الضخمة والاستراتيجية من النوادر،
لذلك عندما دعت الحكومة السورية “ولعشرات المرات” إلى التشاركية مع القطاع الخاص لجهة استثمار الشركات الخاسرة والمخسرة والمتوقفة عن الإنتاج، لم نجد أي إقبال، وإن حدث فهو ضمن أحاديث المعرفة وتسجيل حالات حضور لا تغني عن شيء فبقيت الشركات كما هي دون استثمار، أو إعادة تأهيل، أو حتى تسجيل أدنى حدود التشاركية، ومرد ذلك لحالة الجبن والخوف لرأس المال الخاص في الدخول بمشروعات استراتيجية تبني حالة اقتصادية تصمد أمام العواصف والاهتزازات الاقتصادية.

والأخطر هنا اتجاه رأس المال الخاص” وسيلان لعابه” نحو مشاركة لدولة في الشركات الرابحة وتقديم العروض المغرية للمحاصصة لأنها تتمتع بثبات الربح، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن رأس المال الخاص في غالبيته يبتعد عن صفة الاستثمار الوطني الشمولي، لأنه يركض خلف مصالحه الضيقة، دون النظر الى المصلحة الوطنية بالصورة المطلوبة، وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تشهد فيها أسواقنا المحلية حالة من التخبط وعدم الاستقرار، لافي الأسعار ولا في الإنتاج، يقف خلفها تجار وصناعيون وأصحاب رؤوس أموال جبانة تستثمر في الأزمة، لتكديس الثروة السريعة على حساب الوطن والمواطن، وهذه الصورة تؤكد تماماً الحالة الاستثمارية لغالبية رأس المال الخاص، فإنها عملية ضحك على اللحى،وسمسرة أسواق مكشوفة يعتقد أصحابها أنهم من الذكاء ما يخفي أساليبهم الجشعة ونفاقهم الاستثماري والمطلوب من الدولة السورية حالة” الغربلة” لهذا النوع من الاستثمار فهو يشكل حالة إرهاق للبنية الاقتصادية والاجتماعية في سورية من خلال إجراءات تسمح بالتخلص وتنظيف الأسواق منها، عندها تعود الأسواق إلى حالة الاتزان والاستقرار، التي تنشدها الإجراءات الحكومية رغم ضعف الإمكانات، والخلاص من هذه الحالة يشكل 80% من استقرار السوق المحلية، فتخيلوا يارعاكم الله حجم خطورتها.! 

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *