التخطيط…البعد المفقود!
خاص غلوبال – هني الحمدان
ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك ورشة العمل بحضور خمسة وزراء من أجل وضع أسس متكاملة نحو تخطيط عمراني شامل وناجح، اجتماعات ونقاشات ومذكرات لا تحصى، وعلى مدار سنوات ونحن نسمع عن أهمية التخطيط العمراني تحديداً ونجاعة التخطيط السليم ككل، ولا شيء جديد، الواقع على ماهو، فقط التغيير يصيب الأشخاص ومنظمي الورشات ومعدي مذكرات الوزارات، نلقي الخطابات ونستعرض الأفكار البراقة المريحة ونغادر القاعات، لتترك نقاشاتنا بمكانها بلا الوصول إلى رؤى وقرار مشترك يوحد كل وجهات الرأي لدى الوزارات المختصة وتشرعن لبرنامج تخطيطي كامل يراعي كل المتغيرات والواقع وإعادة الاعمار وميزة وخصوصية كل مدينة وبلدة وماتحتاج من منشآت اقتصادية وسياحية، ومناطق ذات تصنيف زراعي يمنع المساس بمتر واحد منها دعماً لتعزيز الامن الغذائي.
فالتخطيط السليم ورسم السياسات بمجملها الاقتصادية وغيرها يتطلبان توافر بيانات شاملة وموثوقة لاستخدامها في التحليل والقيام بالتقديرات اللازمة وبناء الخطط المستقبلية، وهنا يجب أن يدرك المعنيون بوضع السياسات وصنع القرار الاستخدام للبيانات في كل مجال يعنى بالتخطيط وعدم إغفاله أو السكوت عن بعض الإشكالات، فتشخيص الواقع ودمج رؤى كل الوزارات من زراعة وإدارة محلية وإسكان وتعليم وسياحة لضرورة حتمية من أجل توحيد المشروعات والخروج بمشروع موحد متكامل للتخطيط العمراني، وهنا فجمع المعلومات حول الواقع اليوم وكل المعلومات يساعد على صنع القرارات حيث يحتاج صانعو القرارات إلى معلومات شاملة عن كل مرفق وقطاع من أجل تصميم سياسات فاعلة تساعد على النمو بشكل عام والوصول إلى تخطيط عمراني لا يسمح لأحد التجاوز عليه مبني علي أسس كافية من الدقة و الشمولية والمنطقية..
من هنا يعد التخطيط لسياسات عمرانية وزراعية واقتصادية عملية متكاملة تحكمه احتياجات المجتمع قبل اعتماده من صاحب القرار، فعند تواجد الخدمات على أسس التخطيط لمكان جاذب للاستثمار بشكل عام، والحال أيضاً ينطبق على السياسات الاقتصادية التي تكون مرتكزة على أسس سليمة معتمدة على معطيات الواقع ستعطي مطرحاً واسعاً من الصوابية ورجع الصدى الجيد.
هنا نشير إلى وجوب رسم تصور كامل عن التخطيط العمراني بالدرجة الأولى لما له من أهمية قصوى بعد سنوات الحرب والتغيرات الحاصلة، وليضع حداً لمسلسل التجاوزات العمرانية على الأملاك العامة وأحياناً تجد التجاوزات طالت الأرض الزراعية وحولتها إلى كتل إسمنتية، وهنا فالخسارة تكون مضاعفة لتأثر المنظومة الزراعية من الإيفاء بكل مايلزم من إنتاجية تكفي لاحتياجات متنامية.
تخطيط يراعي التوسعات وتموضعات المنشآت السياحية والإدارية ويضع نصوصاً لمنع التطاول على الأراضي مهما كان تصنيفها إلا وفق البلاغات الموضوعة، وكلما كان التخطيط السليم سليماً، كان الوصول إلى الثمار مريحاً والنتائج مرضية ومحققة للأهداف.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة