خبر عاجل
أجواء خريفية دافئة نهارا وباردة ليلا… الحالة الجوية المتوقعة ابتعدوا عن مكامن عمل الشيطان! تجهيز بعض البسطات التفاعلية… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: 574 كشكاً سيتم وضعها في الخدمة تباعاً أزمة النقل مكانك راوح… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: التوريدات جيدة مع مشكلات الـgps أو عدم التزام السائقين دعوة لاستخدام الذكاء الصناعي في محاربة الفساد… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: أول خطوة بتحويل الحسابات المالية إلى برنامج محاسبي موحد في ختام الجولة الثانية.. الوحدة يواجه الشرطة والشعلة يستقبل الفتوة بعد تعرضه للانتقادات …عبداللطيف النعسان يتحدث ل غلوبال الرباع السوري معن أسعد يجري عملاً جراحياً في روسيا خدمات مجانية في قسم الكلية الصناعية بمشفى الأسد… مدير المشفى لـ«غلوبال»: يقدم خدماته للمرضى من أبناء دير الزور والرقة والحسكة تجدّد العدوان الإسرائيلي على القصير … رئيس دائرة الجاهزية بصحة حمص لـ«غلوبال»: ارتقاء شهيد ووقوع ثلاث إصابات
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الحافة الأمامية!

خاص غلوبال ـ علي عبود

ستتحول “الحافة الأمامية” على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة خلال السنوات القادمة إلى معضلة يصعب فك طلامسها، وستكون مادة أساسية في مراكز الدراسات الإستراتيجية العسكرية في معظم دول العالم.

وسيكون محور الدروس المستقاة من الحرب الأمريكية ـ الصهيونية على لبنان الإجابة عن سؤال واحد فقط وهو: كيف تمكن المقاومون من الصمود في الحافة الأمامية المواجهة للعدو رغم تعرضها للقصف والمطاردة الجوية لمدة 360 يوماً؟.

نعم، اكتشف جيش العدو ميدانياً وقبل أن تُفاجأ قيادتهم أيضاً، بأن الحافة الأمامية لم “تُنظف” من المقاومين، ووقعت طلائع الاستطلاع المرسلة من هذا الجيش إلى داخل الحافة لمسافة لم تتجاوز الـ 400 متر في كمائن محكمة، وهجوم صاعق من عناصر المقاومة وهم يلتحمون بهم من النقطة صفر ويصرخون في وجوههم: لبيك يانصر الله.

ولأول مرة يكتشف العدو ماذا ينتظره في أيّ مواجهة حقيقية وجهاً لوجه مع المقاومة، فما إن سقطت نخبة من ضباطه المنتشين بانتصارات “الذكاء الاصطناعي” حتى رأينا البقية يفرون وهم يُطلقون الصراخ والعويل رعباً من الموت القادم إليهم من الحافة الأمامية، وليس من العمق اللبناني.

ويبدو أن العدو لم ولن يتعلم الدرس منذ إنطلاق المقاومة اللبنانية الإسلامية في عام 1982، فهو لم يهزمها في أي مواجهة مباشرة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وإذا كان يتباهى بانتصاراته الجوية، والمعارك التي يخوضها عن بعد، فإنه يتعرض دائماً إلى الهزيمة والإذلال في المعارك البرية التي يخوضها من النقطة صفر.

كما لم ينجح العدو في أي عملية تسلل برية ضد المقاومة اللبنانية لزرع العبوات الناسفة في مواقعها أو قتل قادتها وعناصرها، وكانت الكمائن دائماً بانتظارهم وسط حالات من الذهول: كيف توقعوا قدومنا؟.

ولعل أحد أبرز أسباب نجاح المقاومة اللبنانية باكتشاف عمليات تسلل قوات العدو إلى الحافة الأمامية أو “مابعد بعدها”، هو اعتقاد حكومة الكيان الصهيوني الدائم بأن التفوق التقني وسلاح الجو كفيلان بهزيمة المقاومة بعد عمليات تدمير للمباني وقتل المدنيين واغتيال بعض القادة..إلخ، ليفاجأ بعدها أن مواقع المقاومة لاتزال سليمة، وخاصة الحافة الأمامية التي تستمر بإطلاق الصواريخ والمسيّرات وتصطاد المتسللين بكمائن محكمة.

في حرب 2006 أمر العدو قواته بالغزو البري لتنظيف الحافة الأمامية وما بعدها من الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة التي استهدفتها طائراته لمدة 20 يوماً تقريباً، ففوجئ بكمائن محكمة أجهزت على دباباته الميركافا فخر الصناعة “الإسرائيلية”، وبعدما تعرض لهزيمة برية شنعاء أيقظته من نشوة انتصاراته الجوية الوهمية، توسط لدى الأمريكي لانتزاع قرار بوقف إطلاق النار.

وهاهو العدو بزعامة المجنون نتنياهو يقع مجدداً في الفخ، فبعد حالة “النشوة” التي عاشها جراء الإنجازات التي حققها بفعل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ضد قيادات المقاومة وصولاً إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، والتدمير الوحشي لمناطق لبنانية مختلفة وتهجير أكثر من مليون نازح، يزج بقوات خاصة في الجبهة الشمالية استعداداً لغزو بري واسع بهدف “طرد” حزب الله والوصول إلى مخازن الصواريخ لتدميرها واحتلال الجنوب بكامله، بل إن بعض الشركات العقارية “الإسرائيلية” بدأت بنشر إعلانات مغرية تحث ضباط جيش العدو لحجز مساكن في المستوطنات التي ستقام في الجنوب.

وكانت أوامر قيادة جيش العدو للضباط وللجنود جازمة: لقد أجهزنا على قادة حزب الله، ودمرنا غالبية قدراته العسكرية، وما عليكم سوى التوجه فوراً وتنظيف المكان.

صدّق الضباط والجنود قادتهم، وصدقوا إن عملية التنظيف لن تحتاج سوى إلى بعض المدرعات المدعومة من حوامات، فتقدموا على محاور ثلاثة بفارق ساعات، وبدلاً من أن يباشروا بمهمة توهموا أنها سهلة في منطقة خالية وقعوا في كمائن متنوعة استخدمت فيها المقاومة اللبنانية (وليس قوة الرضوان) عبوات وقذائف صاروخية عادية وموجهة وقذائف الهاون والمدفعية المباشرة، فيما كانت قوات أخرى من المقاومة تقصف المناطق الخلفية التي أتت منها عناصر من قوات النخبة من جيش العدو المتوقع أن يأتي منها الدعم.

فوجئ المتسللون، وفوجئ قادتهم بالكمائن أولاً، وبسقوط ما لايقل عن 60 ضابطاً وجندياً بين قتيل وجريح، وسط عويل وصراخ الناجين ورعبهم من صراخ المقاومين بعبارة واحدة ومكررة: لبيك يانصر الله.
  
الخلاصة: اكتشف العدو بعد فوات الآوان، بأن مجموعات المقاومة لم تغادر مواقعها في منطقة الحافة الأمامية، وهو اللغز الذي لن يجدوا له تفسيراً، وهو كيف صمدت المقاومة في الحافة الأمامية التي تعرضت للقصف والمطاردة الجوية لمدة 360 يوماً؟.

وقد أشار الإعلام العبري بذهول إلى أن بلدة العديسة التي تعرضت فيها قوات النخبة “الإسرائيلية” إلى كمين كانت تعرضت لـ 650 غارة خلال الشهور الماضية، وكل ماحصل في الأيام الأخيرة على الحافة الأمامية يؤكد أنها لاتزال تحت سيطرة مجموعات من قوات المقاومة (وليست قوات الرضوان التي لم تشارك في المعارك البرية حتى الآن)، ويترجم وعد الشهيد السيد نصر الله أهل المقاومة وأعداءها: سنحطّم الجيش الذي سيدخل براً إلى لبنان.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *