خبر عاجل
استمرار الأجواء الخريفية….الحالة الجوية المتوقعة في الأيام القادمة رفع سعر جرة الغاز المنزلي بالسعر الحر من داخل وخارج البطاقة مصرف سورية المركزي يصدر تعميماً بتعديل إجراءات فرض العمولات المصرفية… خبير مصرفي لـ«غلوبال»: مشجع لفتح حسابات بالقطع الأجنبي والتقليل من الكاش في التعاملات تجاوز حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي الألف حالة… مدير صحة درعا لـ«غلوبال»: الوضع تحت السيطرة ولاداعي للتهويل مواد غذائية مجهولة المصدر تفترش الأرصفة… رئيس دائرة حماية المستهلك في اللاذقية لـ«غلوبال»: خطورتها تكمن في عدم مشروعية دخولها وصلاحيتها للاستهلاك بانتظار عملة تكسر تفرد الدولار لعالم متعدد الأقطاب اندريه سكاف يتعرض لوعكة صحية الدوري السوري.. الفتوة في مواجهة صعبة أمام حطين والاتحاد أهلي حلب يقابل الحرية حالات تلبك معوي لدى طلاب المدارس… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: جولات مكثفة على مقاصف المدارس وشروط مشددة للرقابة سعره يفوق القدرة الشرائية… مدير التجارة الداخلية بدمشق لـ«غلوبال»: السورية للتجارة والدواجن تبيعان البيض للمستهلك بهامش ربح بسيط
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

القطاع المالي وفساد التفاصيل..!

خاص غلوبال – سامي عيسى

المتابع لاجتماعات الحكومة السورية والقرارات التي تصدر عنها، يرى فيها دائماً شيء من التصويب لآلية العمل في كافة القطاعات العامة والخاصة، في معظم الحالات، ودعم لمتابعة قضايا تمت المباشرة في تنفيذها، واستكمالها بصورة تخدم الحالة الكلية على مستوى الدولة، لكن ما يقيد ترجمتها على أرض الواقع، هو ما وصلت إليه الأمور من تردٍ في الحالة الإدارية، و تراجعها على صعيد العملية الإنتاجية، وهذه مردها إلى جملة من الأسباب، منها ما يتعلق بظروف الحرب والحصار الاقتصادي، ومنها وهو الأخطر ما يحدث على صعيد الداخل، وخاصة في مفاصل العمل في بعض الجهات العامة، من سوء إدارة يغلفها “فساد” واسع النطاق يحمي أدوات منتفعة على كافة الجبهات وهذه أخطر مواجهات الحكومات المتعاقبة، لأن أسباب الفساد متوافرة ومستمرة أهمها تردي الوظيفة العامة وضعف إنتاجيتها، وانعكاس ذلك سلباً على مستويات الدخل.

رغم كل ذلك محاولات الإنقاذ التي تقودها الحكومة من فترة لأخرى، تؤكد النوايا الطيبة في المعالجة، وإصرار على دعم قوة الإنتاج الوطني، وتوفير كل مقوماتها بالصورة التي تسمح لها الامكانات المتوافرة، والتي بقيت من مكونات الحالة الإنتاجية الضخمة التي استهدفها الإرهاب طيلة سنوات الحرب.

والذي يؤكد ذلك ما اتخذته الحكومات المتعاقبة خلال فترة الحرب، من قرارات تظهر نوايا طيبة، لتعزيز بنية الإنتاج المحلي، ثم محاولات التطبيق التي اتخذت بعداً لا يحمل صفة التقليد في التعاطي مع هذه المهمة الوطنية، بل يحمل صفة إنقاذية لما تبقى من الحالة الإنتاجية على مستوى وطن، والتعاطي معها أيضاً كاستحقاق ينبغي إنجازه على الصعد كافة، مهما اختلفت الأسباب والظروف، والانطلاق بها إلى مواقع العمل الحقيقية، واستدراك النواقص ومعالجة سلبيات القطاعات في مقدمتها القطاع المالي الذي يؤمن حرية الحركة المالية، وإيجاد نوع من التوازن الإنفاقي، في القطاعات الإنتاجية، وما يسبقها من قطاعات مساعدة للوصول إلى إنتاج يكفي السوق المحلية، والفائض محسوب بصورة أوتوماتيكية إلى الأسواق الخارجية.

وبالتالي من هنا كان لابد من الضرورة، العمل على مراجعة آلية العمل المصرفي ضمن إطارها التنظيمي، بشقيه المالي والمصرفي، ومنحه المرونة اللازمة للتعامل مع الشركات المنتجة وغيرها من الشركات في القطاعين العام والخاص  والاتحادات الأخرى، لحل المشاكل المتعلقة بها، والأهم العمل على عودة الثقة وتعزيز قوتها، بين المصرف المركزي والقطاع الخاص بالدرجة الأولى، لأن ثقة العام تحصيل حاصل باعتبارها “ضرورة ونتيجة حتمية في وقت واحد”،  وذلك من خلال تقديم حزمة من إجراءات الإقراض وفق معايير نموذجية، تستند في خطواتها الأولى إلى معالجة ملف القروض المتعثرة، والتي باتت هاجس معظم الصناعيين والقطاعات المنتجة دون أن ننسى ما يتم فعله للشركات المتعثرة وتوفير رأس المال لها من جديد على شاكلة قروض أكثر من ميسرة، تسمح بعودة تدريجية مدروسة إلى سوق العمل، وهذا جل ما يتمناه كل مواطن من أجل توفير مداخيل معيشية أفضل، يرافقها مردود ربحي يعكس حالة إيجابية على مستوى الاقتصاد الوطني بكليته.

وهنا لا ننكر ماقامت به الحكومات المتعاقبة على مستوى القطاع المالي الداعم، وخاصة لجهة منظومة الضرائب والرسوم، وتبسيط آليات العمل وتوضيح الإجراءات عبر بوابة العمل الالكتروني، وما رافقها من إنجازات تختصر الكثير من مسافات العمل، من خلال تفعيل دور النافذة الواحدة ودوائر الخدمات، في كل المحافظات ومتابعة تطبيق النافذة الواحدة لتخديم باقي المكلفين في كافة مديريات المالية في المحافظات والمناطق إن أمكن، مايوفر الوقت والجهد على المكلفين، وخاصة ما يتعلق بسياسة الإجراءات المالية من رسوم جمركة وضرائب وورقيات متممة لها وغير ذلك من الإجراءات، التي تكفل تطبيق مساعد لتأمين إنتاجية تكتسب السرعة في الإنجاز، وفق رؤية تحددها مصلحة وطن.

لكن المطلوب هنا، مع “عدم نكران أو تجاهل ما أنجزته الحكومة على هذا الصعيد” وجميع القطاعات شاهدة، إلا أن ما يؤرق الحالة الإنتاجية وكل مكوناتها ما يحصل في تفاصيل العمل، وتطبيق الإجراءات، من فساد يعوق الحركة وزيادة الإنتاجية، فكل الإجراءات والقرارات معقولة ومهمة، لكن ما يحصل على أرض الواقع فساد يغلفه طابع الشخصنة والفائدة وفساد يدمر الحالة الإنتاجية المؤسسة لقوة اقتصاد ومعيشة أفضل يترقبها كل مواطن سوري.

فهل تبقى الإنتاجية رهينة هذه التفاصيل وإلى متى؟ قادمات الأيام عندها جواب ما يؤرق الجميع.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *