بدائل جديدة للتدفئة تلقى رواجاً في سورية ودول الجوار… خبير تنموي لـ«غلوبال»: مواد عضوية من مخلفات الطبيعة تحمي الغابة بطريقة مبتكرة
خاص دمشق – بشرى كوسا
انطلاقاً من فكرة أن سورية تحتاج إلى طاقة جميع أبنائها لتشكيل مجتمع تنموي محترف يأكل مما ينتج، تواصل مجموعة المشاريع الأسرية السورية تقديم أفكارها الخلاقة، وليس آخرها إنتاج بدائل تدفئة باستخدام مواد عضوية صديقة للبيئة، قليلة التكاليف، والأهم من ذلك أنها تحمي الغابة من الحرائق، وتسهم في الحد من قطع الأشجار للتدفئة.
الخبير التنموي أكرم عفيف أكد في تصريح لـ«غلوبال» بأن مجموعة المشاريع الأسرية تقوم على ثلاثة أركان أساسية يكمل بعضها الآخر، الأول ممثلاً بوزارة الزراعة، والثاني يضم الجانب الأكاديمي ويتألف من نحو 55 دكتوراً جامعياً و60 إعلامياً و25 صناعياً و 20 مخترعاً و 8 مدراء شركات ومجموعة من صناع الجودة العرب.
وأوضح عفيف بأن أحد أهم المشاريع التي تم تنفيذها وحققت نجاحاً كبيراً هو إنتاج بدائل تدفئة صفرية التكاليف أحياناً، وتقوم فكرة المشروع على استخدام مخلفات الطبيعة من أعشاب يابسة، وروث الحيوانات، وقلامات الأشجار، وبقايا المحاصيل الزراعية وخلطها معاً ثم صبها في قالب بسيط وتقطيعها إلى قطع صغيرة يسهل استخدامها في المدفأة.
وتابع عفيف أنه باستخدام شاحنة صغيرة من السواد العضوي (سعرها 150 ألف ليرة) تم إنتاج ألفي قطعة تكفي لتشغيل مدفأة طوال العام، في وقت يباع فيه طن الحطب بنحو مليوني ليرة.
وأكد عفيف بأن مجموعة المشاريع الأسرية غنية بالمبدعين حيث أوجد أحد الأعضاء المكبس اليدوي بتكلفة بسيطة، ثم قام أحد الأعضاء الآخرين بتطوير الفكرة وتصميم آلة تطحن جميع هذه المواد الداخلة في عملية إنتاج بدائل التدفئة وتجرجها على شكل قوالب جاهزة توضع في المدفأة، ولكن تكلفتها بلغت مليون ليرة لذلك تم تأمين المبلغ عن طريق قرض صغير من بنك الإبداع للتمويل الأصغر.
وعن تجربته بإنتاج بدائل تدفئة من خلطة مخلفات نباتية وحيوانية تحدث لـ«غلوبال» حنا الأديب من ريف حمص الغربي قائلاً: إن الفكرة على بساطتها ولكنها ذات جدوى اقتصادية كبيرة، ولذلك نسعى لتوسيعها على امتداد الجغرافية السورية من خلال نشر ثقافة حماية الغابات وإعادة تدوير ما تنتجه الطبيعة ومن هنا جاءت فكرتي بإعادة صناعة آلات تخدم المشروع وتطويرها للوصول إلى نتيجة نهائية مرضية هي صناعة مكبس يطحن المخلفات، وثم تقطيعها في قوالب متساوية تناسب المدفأة.
مضيفاً: إن الفكرة عمرها 5 سنوات وأصبحت تنتشر تدريجياً في كافة المحافظات حيت نقوم بشحن خلطات إلى المدن والأرياف معاً.
ونوه الأديب بأن المشروع أصبح مصدر دخل لعدد كبير من الأسر ومنهم جرحى الجيش لكونه عملاً بسيطاً ولا يحتاج إلى جهد عضلي كبير.
ولفت الأديب إلى أن فكرة المشروع انتقلت إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان ويلقى قبولاً و رواجاً، مشدداً على أنه لايقل أهمية عن بدائل إنتاج الطاقة الأخرى كطاقة الرياح وغيرها.
بدوره، ختم عفيف حديثه مشدداً على أهمية المشروع في حماية الغابة بطريقة مبتكرة لأنها مهددة طالما بقايا الأعشاب الصغيرة(هشير الاعشاب) لم تنظف من بين الأشجار، والتي تعد سبباً اساسياً في حرائق الغابات، ومن جانب آخر فإن جميع المخلفات تعد مواد عضوية آمنة للاشتعال ولا سبب أي ضرر على الإنسان اأو البيئة خلال عملية الاحتراق.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة