بنك أهدافٍ من المشافي والأطفال
خاص غلوبال – زهير المحمد
لم تترك ”إسرائيل“ شيئاً في قطاع غزة إلا وأمطرته بجحيم من النيران المدمرة بحجة حق الدفاع عن النفس الذي كرره الغرب ليبرر تقديم الدعم غير المحدود لـ”إسرائيل“، والتي ركزت قصفها على الأحياء السكنية في كامل قطاع غزة وقتلت وتقتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ يومياً بكل عتادها بما فيه المحرم دولياً.
ولم يكن القطاع الصحي بمنأىً عن جرائم الحرب الإسرائيلية سواء بقصف المشافي أو بقصف طواقم الإسعاف وسيارات الهلال الأحمر، وهذا ليس بجديد على احتلال كان يعدم الفلسطينيين في الشوارع ويترك جثامينهم في الشوارع دون إسعاف لطالما قرر شن إبادة وتطهير عرقي، مخالفاً كل قواعد الحرب التي عرفتها البشرية مع أن الرئيس الأمريكي بايدن وغيره من زعماء الغرب وسياسييه يتشدقون بتصريحاتهم وتوصياتهم ل”إسرائيل” بإحترام قواعد الحرب.
الجريمة التي أدمت قلوب البشر حول العالم تلك التي ارتكبتها “إسرائيل” يوم أمس الثلاثاء بقصف مشفى المعمداني وترك المئات من الضحايا تحت الأنقاض، حيث أتت هذه الجريمة تنفيذاً لما أوصى به السياسيون الإسرائيليون قبل أيام بضرورة قصف المستشفيات.
والأخطر في هذه الجريمة أن المشفى وساحاته كانت تغص بآلاف النازحين الذين دمّر القصف بيوتهم، واعتقدوا بأن المشافي مناطق آمنة وفق العرف الدولي وقواعد الحرب.
لقد تركت هذه الجريمة بحق الإنسانية وبحق القانون الدولي وبحق الأبرياء مشاعر السخط والغضب حول العالم، وحتى الرئيس الأمريكي عبر عن غضبه وحزنه على ما جرى، وينتظر تقارير أخرى عن تلك الجريمة ربما من محققين يخترعون أسباباً تخفف عن “إسرائيل” بعضاً من المسؤولية مع أن الجميع يعلم بأن “إسرائيل” تستخدم الأسلحة الدقيقة والذكية ولن تستطيع التملّص من مسؤوليتها في هذه الجريمة.
لقد آن الأوان بأن نرى موقفاً عربياً ودولياً حازماً لوقف هذا الإجرام ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين كمجرمي حرب، بل حتى إن تاريخ الإجرام على مدى التاريخ لم يعهد جرائم بهذه الفظاعة من مجرم يدعي أمام الجميع أنه الضحية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة