خبر عاجل
حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي هل أصبح المواطن مكسر عصا لحل أزمات النقل؟ 500 طن بطاطا ومئة طن بندورة تصل الهال يومياً… عضو لجنة مصدّري الخضر والفواكه لـ«غلوبال»: الأسواق تخضع للعرض والطلب وارتفاع المدخلات أجواء خريفية مع أمطار متفرقة… الحالة الجوية المتوقعة في الأيام المقبلة أهالي الكسوة يعانون شح المياه… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: ضخها لمرة واحدة بالأسبوع غير كاف ونأمل بزيادتها
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

بين إرادة الشعب التركي وطبخة حصى “العدالة والتنمية”

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

تتوالى تصريحات من أنقرة حول ضرورة إنهاء القطيعة مع دمشق، ولكن المشكلة في تلك التصريحات أنها تسير في خطوط ربما تكون متعاكسة في بعض الأحيان، وكأنها مفاوضات عبر التصريحات، حيث يحاول بعض المسؤولين الأتراك رفع سقف مطالبهم، فيما يُظهر البعض الآخر حماساً لتجهيز حقائبه بغية السفر إلى دمشق ولقاء مسؤوليها، أو حتى التوجه إلى أي مكان تختاره الأخيرة ليكون حاضنة للقاء مسؤولين من البلدين على اختلاف مستوياتهم، وصولاً إلى مستوى لقاء القمّة التي كان أردوغان أشد المتحمسين لها.

والمشكلة تكمن في إدلاء بعض ساسة وعسكريي الصف الأول أو الثاني، بتصريحات مرفوضة من سورية جملةً وتفصيلاً، رغم علم هؤلاء كما يعلم الرئيس التركي الحقوق السورية التي يجب ألّا يتجاهلها أحد، وخاصة تلك المتعلقة بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب، ووقف دعم ما يسمى بالمعارضة المسلحة، والتعاون في ملفات اللاجئين، وإعادة الإعمار وتحقيق الأمن القومي للطرفين، وتصحيح جميع السياسات الخاطئة التي أدت إلى القطيعة والتي لم يستفد منها في منطقة الشرق الأوسط سوى الكيان الصهيوني.

وفق ما قاله رئيس البرلمان التركي، قورتو لموش الذي أبدى استعداده للقاء نظيره السوري حمودة صباغ، معللاً ذلك بأنه لا توجد أي عداوة بين الشعبين التركي والسوري، بل ذهب إلى أن قطيعة لثلاثة عشر عاماً لم تستفد منها سوى “إسرائيل” التي لا تجد من يتصدّى لها في المنطقة بعد إنهاك سورية.

الحقائق التي وردت في تصريحات رئيس البرلمان التركي أكدتها أيضاً أحزاب المعارضة التركية مرات عديدة منذ بداية الأزمة السورية، وحتى من قبل أن يعود الرئيس التركي لمراجعة سياساته الخاطئة تجاه العلاقات الثنائية التي عادت في الماضي بالكثير من الأمور الإيجابية على البلدين وعلى الشعبين أمنياً واقتصادياً وسياسياً.

ولا بدّ من أن نشير إلى أن دمشق قالت كلمتها الواضحة وعلى لسان السيد الرئيس بشار الأسد، لجهة أن أي لقاء مع الجانب التركي لن يكون مجدياً إذا لم تحدد له المرجعية، وإذا لم تتم معالجة الأسباب التي أدت إلى تدهور العلاقات.

مع تجديد التأكيد على تجاوب دمشق مع الوساطة الروسية الإيرانية العراقية لتطبيع العلاقات الثنائية، دون أي تنازل عن السيادة الوطنية، وعن الحقوق التي يتمسك بها الشعب السوري وقيادته السياسية.

إن التفاوض بالتصريحات لم يتوقف خلال السنتين الأخيرتين من الجانب التركي، لكن التردد الذي يكتنف بعض التصريحات للأسف هو ما يؤخر إنجاز التطبيع بين الجانبين التركي والسوري

وهذا التخبط لا يمكن تفسيره إلا بالضغوط الكبيرة التي يتعرض لها أردوغان بسبب ملف اللاجئين، وبسبب الانعكاسات الاقتصادية والأمنية السلبية، إضافةً إلى الضغط الشعبي، وموقف أحزاب المعارضة التركية التي لم تتماه مع سياسات حكومة العدالة والتنمية المعادية لسورية، ناهيك عن مستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم، ما يجعل ملف تطبيع العلاقات على نار ليست هادئة.

وبالتأكيد فإن الأتراك يدركون جيداً أن مخرجات الطبخة هي التي تحدد نضوجها، وأن “طبخة الحصى” التي يريدها بعض المترددين في حزب العدالة والتنمية لن تصل إلى مرحلة النضوج مهما ارتفعت حرارة النيران والقِدر، وطال زمان إعدادها نتيجة عدم صفاء النوايا وحسم المسألة وفقاً لما يقتضيه المنطق.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *