خبر عاجل
استمرار الأجواء الخريفية….الحالة الجوية المتوقعة في الأيام القادمة رفع سعر جرة الغاز المنزلي بالسعر الحر من داخل وخارج البطاقة مصرف سورية المركزي يصدر تعميماً بتعديل إجراءات فرض العمولات المصرفية… خبير مصرفي لـ«غلوبال»: مشجع لفتح حسابات بالقطع الأجنبي والتقليل من الكاش في التعاملات تجاوز حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي الألف حالة… مدير صحة درعا لـ«غلوبال»: الوضع تحت السيطرة ولاداعي للتهويل مواد غذائية مجهولة المصدر تفترش الأرصفة… رئيس دائرة حماية المستهلك في اللاذقية لـ«غلوبال»: خطورتها تكمن في عدم مشروعية دخولها وصلاحيتها للاستهلاك بانتظار عملة تكسر تفرد الدولار لعالم متعدد الأقطاب اندريه سكاف يتعرض لوعكة صحية الدوري السوري.. الفتوة في مواجهة صعبة أمام حطين والاتحاد أهلي حلب يقابل الحرية حالات تلبك معوي لدى طلاب المدارس… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: جولات مكثفة على مقاصف المدارس وشروط مشددة للرقابة سعره يفوق القدرة الشرائية… مدير التجارة الداخلية بدمشق لـ«غلوبال»: السورية للتجارة والدواجن تبيعان البيض للمستهلك بهامش ربح بسيط
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

بين علبة الطون و”طون” الحديد!

خاص غلوبال – زهير المحمد

رجل تجاوز الثمانين عاماً يتكلم بحروف غير مفهومة وبين الحين والآخر يضرب كفاً بكف، يلتفت إلى الخلف كل خطوتين أو ثلاث خطوات، وفي إحدى التفاتاته شاهدني بالقرب منه وتوقع أنني أسمع وأفهم ما يتمتم به، ابتسم مكرهاً وقال ”أرجوك ياعم لاتؤاخذني أنا صرت عم احكي مع حالي ليس بسبب عمري العتيق وإنما بسبب الظروف التي نعيشها، وقبل قليل رأيت شاباً من عمر أحفادي يكلم نفسه ويضرب كفاً بكف كما أفعل أنا الآن لذلك أقول لك إن المسألة لاتتعلق بالعمر“.

وأضاف العجوز عندما لاحظ اهتمامي: ”رأيت الشاب يضرب كفاً بكف ويقول معقول الطون ب 16 ألف ليرة فقلت لا و الله ياولدي مو معقول بس لاحول لنا ولا قوة، الحديد يابني صار غالي بس الطن ب 16 ألفاً سعر معقول مع أني ياولدي اشتريت طن الحديد في سالف الأزمان بخمسمئة ليرة سورية، فرد علي ومن ذكرلك طن الحديد ثم أخرج علبة صغيرة من كيس أسود بحجم علبة المايونيز أو أكبر بقليل، وقال هذا هو (الطون) الذي أقصده فقد أصرت زوجتي أن تتوحم عليه، فأشتريت هذه العلبة مجبراً لكي لا تترك علامة في وجه الجنين كما يقولون.

كانوا يدعون لي أيام زمان بقولهم الله يستر آخرتك لكن ما أعانيه الآن من شظف العيش وضعف القدرة الشرائية لراتبي التقاعدي أتوقع بأن أحدهم دعا علي وقال الله لايستر آخرتك، ألا يقولون الدعوة قد تتحقق إذا صدرت من مؤمن تقي أو من كافر شقي.

وددت لو فصلت له الأسعار الجديدة للمرتديلا التي وصلت الى أربعة عشر ألفاً أو سعر علبة حليب صغيرة للأطفال بين الستين والثمانين ألفاً أو طن الحديد الذي تجاوز 12مليون ليرة، لكنني آثرت توديعه بابتسامة وبدأت أحدث نفسي دون أن أضرب كفاً بكف حتى أتذكر ما كان يقوله جدي المرحوم (مابعد الضيق إلا الفرج) وتفاءلوا بالخير تجدوه.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *