تحركات عدوان بمخططات تقطيع وإغلاق… “التنف” تصدر أوامر إرهاب جديدة
خاص غلوبال – شادية إسبر
مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، حيث تجثم قاعدة للاحتلال الأمريكي في التنف، تأسست أواخر العام 2015، بهدف معلن بات مستهلكاً إعلامياً يزعم محاربة “داعش” الإرهابي، الذي سقط كمشروع أمريكي في المنطقة، وبات فلولاً بمحيط تلك القاعدة الأمريكية وفي البادية السورية، حيث يسهل للأمريكيين تأمين إمداد الإرهابيين، ويخدم مخططات التقسيم وقطع الطرق وإغلاق الحدود.
في القاعدة الاحتلالية بالتنف قوات متعددة لتحالف واشنطن المزعوم، أمريكية وبريطانية وفرنسية سابقاً، تؤكد مجريات الأحداث، وخاصة خلال السنوات الأخيرة، أن هدف وجودها إجهاض أي مشروع لانتعاش سورية، وهذا ليس الهدف الوحيد، فالذريعة الأخرى التي تروج لها وسائل إعلام الصهيونية هي إحباط ما يطلقون عليه “المشروع الإيراني”، وهذا أيضاً أسقطته الوقائع، بعلاقات إيرانية عربية تزداد متانة، وروابط إقليمية باتت تؤسس لتحالف مصلحة حقيقية لمستقبل شعوبها، بينما الهدف الثالث لاستمرار القاعدة الاحتلالية الأمريكية في التنف بأن تكون منطلقاً للعمليات العدائية مستقبلاً ضد القوات السورية والإيرانية والروسية، ومحاولة اللعب بموازين القوة في المنطقة، وهو ما يظهر جلياً في خبر يومي عن قيام طائرات “التحالف الدولي” المُقاد أمريكياً بانتهاك بروتوكولات تجنب الصدام عشرات المرات في أجواء سورية.
بالتزامن مع انتهاكات واشنطن تلك البروتوكولات، يأتي عدوان إسرائيلي أكثر وحشية باستهدافين خلال خمس ساعات، الأول في الخامسة و22 دقيقة من بعد ظهر الأربعاء (17 أيلول 2023) مستهدفاً مواقع الدفاع الجوي السورية في طرطوس، أسفر عن استشهاد عسكريين وإصابة ستة آخرين وخسائر مادية، ولاحقاً حوالي الساعة العاشرة و40 دقيقة في اليوم ذاته، مستهدفاً بعض النقاط في محيط حماة.
وبالتزامن ذاته، وقبل العدوان بساعات قليلة، كانت الأخبار تتحدث عن أن المجموعات الإرهابية التي تنتشر بمنطقة الكيلو55 بمحيط قاعدة التنف الأمريكية الاحتلالية، تعلن تبلغها أمراً من القيادة المركزية الأمريكية برفع الجاهزية القصوى.
الأنباء تحدثت عن مؤشرات للبدء بعمل عدواني في الشرق السوري من قبل قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقته من إرهابيي ما يسمى “جيش سورية الحرة” (مغاوير الثورة سابقاً)، إضافة إلى تحريك أدوات مستحدثة في الجنوب السوري من السويداء إلى درعا.
وكانت صور نشرتها منصة (إيكاد) المختصة أظهرت تحركات وتعزيزات حديثة أجرتها القـوات الأميركية في قاعدة التنف في البادية السورية مطلع الشهر الماضي (آب 2023)، وفي الصورة ظهرت تحصينات جديدة، وقطع عتاد متطورة وتوسعات في البنية التحتية، ودخول رتل عسكري كبير مكون من مدرعات وشاحنات ومركبات، كما أجرت تدريبات عسكرية للتأكد من الجاهزية القتالية، مع مواصلة تدريبات التصدي لأي هجوم عبر الطائرات المسيّرة.
قبل ذلك، وفي 16 تموز 2023، أكد شبكة ((7 نيوز)) الأميركية بأن الجيش الأميركي أرسل 2500 جندي من الفرقة “الجبلية العاشرة” إلى سورية والعراق، ونقلت الشبكة عن قائد الفرقة مات برامان قوله إن هؤلاء الجنود سيكونون جزءاً مما تسمى عملية “العزم الصلب”، التابعة لما يسمى “التحالف الدولي”، وأشار إلى أن القوات الجديدة ستوزع على القواعد الأميركية في شمال شرق سورية، و”التنف” جنوب شرقها، وعلى “عين الأسد” في العراق.
وفي خبر الأوامر الأمريكية الجديدة التي تلقاها الإرهابيون في منطقة الكيلو 55، تقول المصادر إنها تتضمن أيضاً مخططات لتسخين المحاور والجبهات في كل من حلب وإدلب وشمالي اللاذقية وسهل الغاب.
تكثيف الولايات المتحدة لتحركاتها وتدريباتها ومناوراتها وانتهاكاتها، وتكثيف الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه، وإعلان الإرهابيين تلقيهم أوامر جديدة، كله يأتي في إطار المخطط الصهيوني الذي يجري الحديث عنه مؤخراً باسم “حزام أمني لإغلاق الحدود”، بالسيطرة على كامل الحدود السورية العراقية، والسورية الأردنية أيضاً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة