تصعيد بأرياف دير الزور…”قسد” وداعمها الأمريكي أمام معادلات جديدة

خاص غلوبال – شادية إسبر

يبدو أن حملات القمع والاعتقال الواسعة، والاحتماء بالأمريكي وتحالفه، وسياسية تقطيع الأرض وتكثيف الضغط، لم تنفع ميليشيا “قسد” الانفصالية في محاولات إسكات بندقية مقاتلي العشائر العربية في منطقة الجزيرة السورية، وخاصة في أرياف دير الزور، التي انتفضت بوجه الممارسات الإجرامية والمخططات العدوانية، فالتصعيد سيد الموقف، والتطورات الميدانية تتجه نحو المزيد من الغليان، بينما التحضيرات للأيام القادمة على قدم وساق، والميليشيا المدعومة أمريكياً أمام واقعها كمخفر أمريكي متقدم منبوذ (فكراً وكياناً) من قبل أبناء المنطقة.

مساء الاثنين (13 تشرين ثاني 2023) شنت مجموعات من مقاتلي “جيش العشائر” بريف دير الزور، هجمات على عدد من نقاط “قسد”، على الضفة الشمالية لنهر الفرات ومحيط بلدتي ذيبان (معقل قبيلة العكيدات العربية) والصبحة المحاذيتين للقاعدة الأمريكية في حقل “العمر” النفطي، التي تعد أكبر القواعد الأمريكية الاحتلالية شرقي سورية.

هذا الهجوم الواسع الذي أكدت مصادر محلية أن قوات العشائر استخدمت خلاله أسلحة متنوعة، جاء بعد أن كانت “قسد” قد منعت صبيحة اليوم ذاته دخول الشيخ مصعب الهفل الأراضي السورية، وذلك بعد رفـضه تنفيذ شروطها المتعلقة بإعلانه تأييده لها، وهو شقيق زعيم قبيلة العكيدات الشيخ ابراهيم الهفل – القائد العسكري لمقاتلي العشائر العربية في دير الزور، والذي كان أعلن الخميس تشكيل قيادة عسكرية موحدة تضم 11 لواء عسكرياً من أبناء العشائر والقبائل العربية.

وقال ابراهيم الهفل في تسجيل صوتي (9 تشرين ثاني 2023): “إن القيادة العسكرية الجديدة تحمل اسم قوات العشائر العربية، ولا تتبع لأي جهة أو حزب، وتهدف إلى تحرير دير الزور من احتلال قسد”.

فشلت “قسد” بنزع تأييد أي أحد من القبائل، وسقط مشروعها كما سقطت مفاوضات داعمها “تحالف واشنطن” في قمع انتفاضة العشائر العربية، في وقت تؤكد المجريات على الأرض وتصريحات قادة قوات العشائر، أنهم يعدون العدة لشن هجمات واسعة تغيّر وجه السيطرة في أرياف دير الزور (تسيطر عليها ميليشيا قسد بالسلاح الأمريكي)، وأن التحضيرات المنسقة ستجبر الانفصاليين وداعميهم لإعادة حساباتهم، وهذه الحسابات بالتأكيد لا يمكنها تجاهل ما تتعرض له قواعد الاحتلال الأمريكي من هجمات متواترة خلال الفترة الماضية من قبل فصائل المقاومة في المنطقة (منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة في 7 تشرين اول2023)، وازدياد وتيرة الهجمات خلال الأيام القليلة الماضية وتحقيقها أهدافها بإصابات مؤكدة، في قواعد الاحتلال الأمريكي، طالت آثارها إدارات قراره السياسية والعسكرية أيضاً.

هي “معركة تحرير” وفق التوصيف العشائري، يتم التجهيز لها لتُنفذ خلال الأيام القادمة في كل مناطق دير الزور المحتلة من “قسد الإرهابية”، لا يمكن التنبؤ بنتائجها، مع الإصرار الأمريكي على دعم الميليشيا الانفصالية، والمضي في مخططات التقسيم، لكن المؤكد أن قوات العشائر العربية لن تتراجع عن قرارها في تحرير الأرض واستعادة الثروات وفرض عودة الحق إلى أصحابه، كما من المؤكد أن حركات وأحزاب وفصائل المقاومة لن تتوقف عن استهداف قواعد الاحتلال حتى طرده من المنطقة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة