خبر عاجل
رئيس نادي الساحل ل”غلوبال” : الدوري السوري لا يحسم في الملاعب استراتيجية وطنية للملكية الفكرية والصناعية… معاون وزير التجارة الداخلية  لـ«غلوبال»: 177 ألف علامة تجارية فارقة و 6 آلاف براءة اختراع في سورية فوج إطفاء حمص يعثر على جثة طفل… رئيس دائرة الجاهزية بصحة حمص لـ«غلوبال»: تبين أنه الطفل الذي غرق في قناة الري أمس بعد درجات حرارة قياسية… تحذير من فيضانات منتصف الأسبوع القادم.. متنبئ جوي لـ«غلوبال»: سنشهد فيضانات وسيولاً بكميات بعيدة عما شهدتها الإمارات   الكرامة يهزم الاتحاد أهلي حلب في أول مباريات سلسلة الفاينل 6 ديمقراطية القمع في الجامعات الأمريكية حماس لم تطلب العودة لكنها لم تنس أفضال دمشق بورصة الفروج “تنخفض” والفضل لدرجات الحرارة… أمين سر جمعية اللحامين بحلب لـ«غلوبال»: حالة مؤقتة والتخفيض المستقر يحتاج إلى دعم قطاع الدواجن منى واصف: كذبت سابقاً بتحصيلي العلمي لأني خجلت من نفسي من جديد…انهيار جزئي بمنزل قديم بعين كرش… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: المنزل مغلق وغير مسكون
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

جلطات قلبية تخطف شباباً بعمر الورود…والسفر خيار مر يستنزف الكفاءات

خاص غلوبال – رحاب الإبراهيم

نسمع كل فترة، ولن نقول كل يوم حتى لا نبدو من أنصار التشاؤم، عن وفيات مفاجئة لشباب بعمر الورود، وإن كانت هناك حالات كثيرة لا يعلن عنها، والسبب جلطات قلبية، وهذه “الظاهرة” حديثة العهد، ناجمة عن ضغوط معيشية يتعرض لها جيل الشباب جراء غلاء فاحش يتصاعد يومياً، مع قلة في فرص العمل، وإن وجدت لا يكفي راتبها لسد الرمق، فكيف بالسعي لتأمين مستقبل مهني وحياة أسرية،وهو ما أصبح من المستحيلات جراء ارتفاع تكاليف المعيشة والخدمات إلى حدود لم يكن يعتقد أبرز المتشائمين أن نصل إليها.

يحتاج أي شاب اليوم ليعيش بالحد الأدنى إلى أكثر من مليون ليرة، بينما لا يتجاوز الراتب في أحسن حالاته حتى في القطاع الخاص 300 ألف ليرة، إلا في بعض الاستثناءات الوظيفية كالمصارف، وإذا تجرأ أحدهم على التفكير بالزواج غير المتاح إلا للقلة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية،فحتماً سيتعرض قلبه لبعض الغصات، عند معرفة أسعار البيوت وإيجاراتها، وتأمين احتياجاتها من الأدوات المنزلية والكهربائية،التي أصبحت أشبه بحلم في ظل أسعارها الخيالية،كحال الذهب، المغرد خارج سرب كل التوقعات، لذا أصبح البعض يستبدله بالذهب الروسي في حال استطاع الشاب تأمين أبسط مستلزمات دخول القفص الذهبي.

واقع الشباب الصعب، يحتاج إلى فزعة حكومية وأهلية لإنقاذ هذه الشريحة التي كانت تشكل النسبة العظمى من المجتمع السوري، قبل بدء هذه الحرب الملعونة وتدفق أرتال المهاجرين خلال سنواتها الأولى، مع تزايدهم على نحو مقلق مؤخراً في نزيف فعلي يشكل خطراً حقيقياً على البلاد واقتصاده المنهك، بعد فقد الشباب الأمل في إحداث تغير بالوضع الاقتصادي قريباً، وهذا دفعهم للبحث عن بلدان تمكنهم من تحقيق أحلامهم مع أن كثراً يعرفون أنهم يسافرون إلى المجهول في مخاطرة قد يدفعون ثمنها حياتهم، وهو ما حصل مع عدد كبير من السوريين، ورغم ذلك تراهم يدفعون ما فوقهم وتحتهم لمهربين قد يستغلونهم أبشع استغلال.

هذه المجازفة ناجمة بطبيعة الحال عن انسداد الأفق أمامهم بفعل سوء إدارة الموارد الاقتصادية والبشرية، وسيطرة منظومة الفساد على صناعة القرار، وتفضيل اتخاذ إجراءات هدفها “الجباية” الوقتية بدل التشغيل والإنتاج،ما ساهم في زيادة حدة الأزمات وزراعة اليأس في نفوس السوريين، وطبعاً لا ننكر دور الحصار الخارجي لكن يبقى الحصار الداخلي أقسى وأشد غضاضة،ولاسيما لجهة عدم إدراك خطورة هجرة الشباب والكوادر الخبيرة، ولاسيما أن إعادة إعمار البلاد لن تستقيم إلا بسواعد الشباب وطاقاتهم الحيوية، فهل حقاً لا يعي المعنيون حجم الخسائر نتيجة نزيف هجرة الشباب وازدياد رغبتهم بالسفر، الذي لن يرغب به عند توافر مقومات الحياة، فالغربة “كربة”،لكن الأقسى شعور الغربة في الوطن، في ظل استمرار اتخاذ قرارات تزيد من الواقع سوءاً، والإحساس المر بأن البلد أصبح لأمراء وتجار الحروب والفاسدين.

منع تحول سورية إلى بلد عجوز بعد ما كان فتياً،عبر إيقاف هجرة الشباب المحزنة، يعد واجباً وطنياً، يتطلب جهود وقرارات استثنائية تزيل شعور اليأس والإحباط المسيطر، وهذا لا يتحقق بالشعارات والاجتماعات ونفي وجود هذه الأزمة من المسؤولين كالعادة، فالاعتراف بالواقع الصعب أساس المعالجة الصحيحة، التي تنطلق من تحسين الواقع المعيشي والاقتصادي وتأمين فرص عمل برواتب جيدة، مع إرساء بيئة عمل مرنة تساعد على تأسيس الشباب مشاريعهم الخاصة عبر إطلاق قروض ميسرة بدون تقعيدات، مع تعاون الوزارات المعنية مع القطاع الخاص والمجتمع الأهلي والديني في إطلاق مبادرات تساعد الشاب الراغب بالزواج كمبادرة الزواج الجماعي التي كانت تطلقها إحدى شركات الاتصال، أو ما فعلته أحد الجهات الكنسية بتقديم مبالغ مالية للمقبلين على الزواج، حيث تحتاج هذه المبادرات إلى التعميم، فأين وزارتي الشؤون الاجتماعية والأوقاف منها؟.

يبقى الأمل معلقاً على تشكيل فريق اقتصادي قادر على استثمار قطاعات  البلاد المنتجة وكفاءاتها البشرية، فحتماً عندما تتحسن المعيشة وتتوافر الخدمات الأساسية بلا إجراءات التقشف والتفكير المرهق مع بعض الرفاهية التي نستحق بعد كل هذا الصبر، سيعيد الأمل إلى النفوس وتنتعش الجيوب ولن تدفع الأمهات أولادها للسفر، وهذا من شأنه حماية الشباب من الجلطات القلبية والبلاد من خسارة كفاءاته، التي يصعب تعويضها خلال فترة قصيرة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *