حمص تشيع شهداء الأمس… الأهالي لـ«غلوبال»: التكفير اختار لحظة الفرح فاغتالها ونطالب بالرد الذي يجتث الإرهاب
خاص حمص – زينب سلوم
بعد الحادثة المريرة التي جرت خلال استهداف الإرهاب لحفل تخريج الطلاب الضباط في الكلية الحربية يوم أمس، خرج أهالي حمص منذ صباح اليوم في مواكب مهيبة شعبية ورسمية لتشييع أبنائهم الشهداء الأبرار، ولمؤازرة مشاعر بعضهم البعض في هذه المحنة التي تضاف إلى محن شعبنا في حمص وكل المحافظات السورية.
«غلوبال» التقت العديد من الأهالي ومن مختلف الشرائح الثقافية والعمرية والعلمية لكن كلماتهم كانت متطابقة، وخاصةً من كان من الحضور يوم أمس وشاهد بعينه لحظة التقاء الفرح مع العناق مع الدماء وصرخات الألم والموت، حيث أكدوا بأن توقيت الاعتداء جاء تأكيداً لرغبة الإرهابيين في اغتيال لحظة السعادة، ولحظة اللقاء بين الأب والأم والأخ والأخت مع ابنهم وشقيقهم الذي أدخل البهجة إلى قلوبهم يوم قرر حمل راية الدفاع عن الوطن وأدخلها مجدداً يوم تخرجه.
كما أكد أهالي حمص بدموعهم وصمتهم حجم الحزن وصعوبة تخطيه من الأهل والأعزاء والأحباء، فمنهم من بكى ابنه ومنهم من بكى ابنته التي حضرت لتبارك لشقيقها ومنهم من فقد والده وصديقه وجاره، فاختلطت المشاعر لتلخص صعوبة المشهد وحجم الفاجعة التي لفت حمص وكل سورية بالسواد.
بدوره العميد الركن رجب ديب قال في تصريح لـ«غلوبال»: عندما يكبر حجم المأساة تضيق مساحة اللغة والكلمات، ما جرى الأمس جريمة نكراء بحق الإنسانية جمعاء، ارتكبتها قوى “الإسلام السياسي” الذين تناسوا الإسلام الحقيقي، فالإسلام رحمة وأخوة وتعاون لبناء مجتمع ووطن لا قتل وإسالة دماء.
وأشار إلى أن الشهداء الذين سقطوا في ساحة القادسية يوم أمس وكل شهداء سورية هم صناع الكرامة، كما الجبل الأشمّ، نقدّم لأهلهم ولشعبنا كل العزاء بهم، كما أكد بأن المنفذ لهذه الجريمة النكراء جهات إرهابية مدعومةً بكل تأكيد من الشيطان الأكبر أمريكا وتركيا وكل قوى التآمر الغربي على سورية، مبيناً بأن الأزمة السورية أزمة معقدة نتيجة انضمام قوىً داخلية مغرر بها إلى مشروع تهديم وطنهم الأم تحت شعارات مزيفة تضليلية لا تخدم إلا الأعداء.
ولفت العميد إلى أن جريمة الأمس في الكلية الحربية هي امتداد لجريمة مدفعية الميدان بحلب في ثمانينيات القرن الماضي، التي ارتكبها “الإخوان المسلمون” بحق ضباط وجنود وحماة هذا الوطن، وتندرج الجريمتان في المشروع ذاته المرتهن لأعداء سورية.
وشدّد على أننا وكل القوى الوطنية في سورية وعلى رأسها الجيش العربي السوري، نعلم بأن الوقت قد حان لتكثيف الرد المستمر على قوى التكفير على امتداد الجغرافية السورية للتخلص من مشروعهم ووجودهم وحقدهم “المقدس” الذي لا هدف له سوى دماء الوطن.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة