رغم الردع… فضائيات تبثّ السمّ
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
تبالغ العديد من الفضائيات في نشر السواد على مستقبل المنطقة، وعلى دور المقاومة، معظمة قوة “إسرائيل”، ومتفتشةً في أسواق التآمر عن “محللين” سياسيين و”خبراء” عسكريين استوطنت الهزيمة في رؤوسهم التي تحاول التطبيل لانتصارات إسرائيلية لايزال كثير من الإسرائيليين أنفسهم يعرفون أنها بعيدة المنال.
عدد من الفرق العسكرية الإسرائيلية وآلاف المدرعات تتجمع على الحدود مع لبنان مهدّدة بغزو بري، فيما تواصل الطائرات قصفها الهمجي على كامل الأراضي اللبنانية، مدمرةً الأحياء السكنية على رؤوس المدنيين، كما تمارس جرائم حرب يستنكرها العالم ويطالب بوقفها وبتقديم نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة إلى محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب.
الأبشع هو أن بعض الفضائيات الناطقة بالعربية نصّبت نفسها محامياً عن الكيان وعن متزعميه، بل تتباهى بـ”انتصارات واجتياحات إسرائيلية، فيما يتحمس بعض ضيوفها “المحللين” و”الخبراء” بتصوير اجتياح إسرائيل على أنه قد يصل إلى بيروت، في وقت مازال جيش الحرب الإسرائيلي ورئاسة أركانه ووزير دفاعه يتواصلون مع وزير الدفاع الأمريكي في الليل والنهار لوضع خطة (طموحة) للتوغل في جنوب لبنان دون أن يغفلوا عن ذكر المخاطر الكبيرة والثمن الباهظ والمقاومة الشرسة من مقاتلي حزب الله.
الإسرائيليون يتحدثون عن عملية لمسافة خمسمئة، ويعلمون صعوبة التنفيذ، بما فيهم المتحدث باسم جيش حربهم، أدرعي، مؤكدين أنها ستكون محدودة وخاطفة، هذا إن تحركت من مكانها أساساً.
بعد سنة كاملة من حرب استنزاف، وبعد مجزرة “البيجر واللاسلكي” واغتيال العديد من قادة المقاومة وبعد استشهاد الأمين العام لحزب الله، ورغم سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها “إسرائيل”، يعترف جيش الاحتلال ذاته بمعارك عنيفة مع مقاتلي حزب الله وعن خطط تقدم حذر، وعلى المقلب الآخر لاتزال تلك الفضائيات ومحلولها يحاولون عملقة الجيش الإسرائيلي الذي فشل منذ عام في تحقيق أي من أهدافه، سوى أنه حوّل المدنيين إلى بنك أهداف.
بالتأكيد لا أحد ينكر الخسارة المؤلمة للمقاومة ولحاضنتها الشعبية ولمناصريها، وخاصة باستشهاد قائدها السيد حسن نصر الله، لكن ذلك لا يعني التشكيك بقدرتها على مواصلة التصدي للعدو الإسرائيلي، ولجم أوهامه باستباحة الحدود اللبنانية.
وها هي ستة صواريخ بالستية تصل تل أبيب ومحيطها يوم الثلاثاء، لتكتب بالنار مرحلة جديدة من المواجهة مع “إسرائيل” وداعميها الأمريكيين والأطلسيين ولتصحح أوهام المراهنين على استسلام المقاومة وحاضنتها الشعبية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة