صحيفة رسمية: الفريق الاقتصادي يجتر طرقاً لإيجاد حلول للوضع المعيشي أكل الزمان عليها وشرب
ما يحدث في الحياة اليومية للمواطن، وبشكل خاص صاحب الدخل المحدود “الموظف في القطاع العام”، يشبه إلى حدّ كبير حكايات ألف ليلة وليلة، فهو ينام على حال ويصحو على آخر، وخاصة ما يتعلق بتقلبات الأسعار التي تتزايد في اليوم أكثر من مرة، لتصل إلى حدود خيالية لا تُصدّق، ولا يمكن أن يصمد أمامها الراتب “التعبان” الأشبه بمريض العناية المشدّدة في محاولة يائسة لإنعاشه لعله يعيش بضعة أيام أخرى، لكن لا جدوى!.
وما يُزعج هو استمرار عجز الفريق الاقتصادي عن إيجاد توليفة مناسبة بين الدخل “المهدود” والأسعار “الطاحشة”، في وقت نسمع كلاماً دائماً لتقوية المعنويات مغايراً للواقع، بل ومزعجاً للمستهلك الذي أصبح على ثقة تامة بأن فاقد الشيء لا يعطيه! والغريب أنه ما زال يجتهد ويجرب ويستورد حلولاً على أمل إيجاد الحلّ المناسب، ولكنه لم ولن يصل طالما يجتر طرقاً للعلاج أكل الزمان عليها وشرب في إدارة الموارد المتاحة بما يحقق الهدف ويخفف الخسائر إلى حدودها الدنيا.
أمام هذا الاستعصاء، ثمّة سؤال يطرح نفسه: هل ما زال هناك أمل؟، المنطق يقول نعم، فالأمل لا يمكن أن يموت، ولكن بشرط أن يُبنى على أرضية صلبة لإيجاد الحلول بعيداً عن الفساد الإداري والمالي الذي نخر عظام العديد من المؤسسات، والأهم أن نمتلك الجرأة في الاعتراف بإخفاقاتنا وأخطائنا ونتعلم منها، فجريمة أن نلدغ من الجحر آلاف المرات دون أن نتعلّم!!.
لا شك في أن المواطن يقدّر الظروف الصعبة، ولكن من حقه أن يشعر ويأمل بالأفضل، فلا تغمروه بالوعود التي تذهب في كل مرة أدراج الرياح، لقد حان الوقت لتغيير الآليات التقليدية في التعامل مع مشكلاتنا وقضايانا العالقة وفق منطق التطور البعيد عن الجمود والرتابة، فدروس الحرب كثيرة ومن المفروض أن نكون قد تعلمنا منها جيداً، فرب ضارة نافعة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة