ضبط النفس انتهى… والصواريخ وصلت مبتغاها
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
حالة من الرعب الحقيقي عاشتها “إسرائيل” قبل وأثناء الضربة الصاروخية التي ردت بها إيران على مجموعة من الجرائم التي ارتكبتها “إسرائيل”، وخاصة ما يتعلق منها باغتيال هنية في طهران والأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله وعدد من قادة الحرس الثوري.
لم تنقذ “إسرائيل” كل قببها الحديدية والأسلحة المتطورة التي تمتلكها، ولا معلوماتها الاستخباراتية التي نقلتها واشنطن عن موعد الهجوم وعن الأهداف العسكرية التي سيطالها الردّ، ولا حتى حالة التأهب لكل القوات الأمريكية والأطلسية التي تنتشر لحماية الكيان في مياه المنطقة وقواعدها على اليابسة، والتي يمكن أن “تكفل” ما يهدّىء روع نتنياهو وطاقمه الإجرامي.
لقد كان واضحاً على وجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي القلق الشديد وهو يتلو بيانه قبيل الهجوم، للجبهة الداخلية وتعليمات الاختباء بالملاجئ.
إن الوعد الصادق (2) كان مختلفاً عن الوعد (1)، وأغلب الصواريخ أصابت الأهداف المحددة، ما يعني أن الردّ أريد منه ما هو أبلغ من الرسالة والتحذير والوعيد.
لقد حاولت “إسرائيل” أن تتكتم عن الأضرار الموجعة والخسائر الفادحة، ولكن بعد أقل من عشرين ساعة على الرد، أكدت مصادرها العسكرية أن الهجوم قد ألحق أضراراً كبيرة في المواقع العسكرية المستهدفة على الرغم من أن الصور التي تناقلتها الفضائيات على الهواء مباشرة كانت قد أظهرت النيران وألسنة اللهب التي كانت تعقب وصول الصواريخ الإيرانية إلى أهدافها، لكن مشاهد الدمار في تلك المواقع مازال يتكتم عليها جيش الاحتلال ويحذر من نشر فيديوهات تم تصويرها من جنوده ومستوطنيه.
والحال فإن الاجتماعات الأمنية والعسكرية التي عقدتها وتعقدها حكومة الحرب الإسرائيلية كانت في ظاهرها لبحث آليات الرد على الوعد الصادق (2)، وباطنها لدراسة الميزات التقنية التي ساعدت تلك الصواريخ فرط الصوتية على بلوغ أهدافها وفشل اعتراضها.
لقد كان واضحاً من التصريحات الأمريكية والفرنسية والغربية عموماً عزمهم إرسال قوات إضافية إلى المنطقة، وتعزيز قدرات وسائط الدفاع الجوي، وتأكيدهم على الالتزام بحماية “إسرائيل”، وتأمين الغطاء السياسي والعسكري لجرائمها ولاغتيالاتها ولحروب الإبادة والتهجير والتدمير التي ترتكبها في المنطقة.
بعد ذلك كله، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل ستجرؤ “إسرائيل” على الردّ، على هذا الرد؟، يمكن أن تتورط بذلك لكنها ستدفع ثمناً باهظاً وفق التصريحات التي أدلى بها المسؤولون السياسيون والعسكريون الإيرانيون، ولاسيما أن ردهم يوم الإثنين على جرائم “إسرائيل” يدل بلا شك على أن الصبر الإستراتيجي الإيراني بات من الماضي ودخلنا مرحلة جديدة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة