كيف يخرج الاقتصاد السوري من أزمته… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: النهوض الاقتصادي يبدأ بصفرية الضرائب والجمارك
خاص دمشق – علاء كوسا
النهوض بالوضع الاقتصادي في سورية بات مثار حديث يومي يشغل بال الكثير من الاقتصاديين والذين تتنوع أفكارهم ورؤاهم، إلا أن جميعها تصب في مؤدا واحد وهو إيجاد حل لتجاوز الأزمة الاقتصادية، والخروج من المشهد المعقد، وتهيئة الأدوات المساعدة لذلك.
عضو غرفة تجارة دمشق، المهندس ياسر إكريم، أكد بأن الخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة ومما نعانيه اليوم يتطلب الكثير من التعاون للوصول إلى صيغة مناسبة، وإعادة هيكلة كاملة للاقتصاد حتى الوصول إلى إنتاج حقيقي، مشيراً إلى أنه لدينا فرصة كبيرة للعودة للاقتصاد المتين لأن الشعب السوري لديه الكثير من الكفاءة والخبرات الكبيرة للاستثمار والنهوض بالبلد.
وتابع إكريم: إن السوري لديه الدقة في العمل والقدرة على التحمل والجلد وهذا غير موجود في دول أخرى، بالإضافة إلى الميزة الفريدة في مصداقيته بالتعامل مع الشركات والدول، مما يمنحه فرصة كبيرة لإقامة شراكات أو الحصول على تسهيلات وقروض طالما القوانين الاقتصادية صحيحة وآمنة ورابحة.
إكريم كشف في تصريح خاص لـ«غلوبال» عن آلية للنهوض بالاقتصادي السوري والتي يجب أن تبدأ من أمرين أساسيين الأول الاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة التي حصلت في العالم، والثاني هو ملائمة هذه التجارب للواقع الاقتصادي السوري ونحن نريد تجارب ناجحة لنعكسها على الاقتصادي السوري، لافتاً إلى أن أهم تجارب هذه الدول تجربتي هونغ كونغ، ودبي، كأسرع تجربتين للنهوض باقتصاد دولهم، ولكن ضمن خطة اعتمدوا فيها على صفرية الضرائب والجمارك.
وأشار إكريم إلى أن هذه الكلام نظري ولكن إيرادات هاتين الدولتين الآن من أعلى إيرادات الدول المتقدمة في العالم، وأتت هذه الإيرادات من صفرية الضرائب والجمارك، مؤكداً بأن هذه النظرية لا تعني صفرية الدخل للدولة ولكن يجب أن يكون الدخل من غير أماكن وسيتقبلها التاجر أو الصناعي.
ولدى سؤاله من أين سيتأتي الدخل، بين إكريم بأن الدخل سيأتي من خلال الاستفادة من خبرات الدول الأخرى، مثال في دبي الدخل يأتي من خلال التسجيل في غرفة التجارة حيث يصل إلى نحو 4000 دولار سنوياً، ومن بطاقة ضمان صحي والإيجار، والمواصلات، والسياحة وغيرها، وبالتأكيد فإن مصادر الدخل هذه أكبر من مصادر الضرائب والجمارك.
وتابع إكريم: إن الضرائب الصفرية ليس هدفها تقليل دخل الدولة بل على العكس زيادة دخلها والنهوض الاقتصادي في جميع المجالات، مبيناً بأن النهوض الاقتصادي بنظرية صفر جمارك وصفر ضرائب تؤدي في النهاية إلى تطور الرياضة والطب والسياحة والصناعة والزراعة وكل مجالات الحياة وازدهار اقتصادي كبير.
وأكد إكريم بأن سورية افتقدت الفكر الاقتصادي الصحيح وكل الاقتصاديين، وعندما تعود الاستثمارات والتجار ورؤوس الأموال من الخارج سيتشجع المستثمرون والتجار للعودة وسينعكس حتماً بنهوض اقتصادي ويليه نهوض في كل المجالات.
وختم إكريم تصريحه بالتأكيد على أن النهوض الاقتصادي أهم نتائجه عودة المال الذي خرج من سورية، وبحث عن أماكن مستقرة وتربة آمنة واستثمر في دبي وإنكلترا، وأمريكا، ولبنان، ومصر وغيرها، معتبراً بأن تفعيل نظرية صفرية الضرائب والجمارك ستعود بالبلد إلى ألقها متوقعاً بأن نكون في عام 2050 من الدول الرائدة في العالم اقتصادياً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة