لحم «فول الصويا» ينتشر على موائد رمضان…اختصاصي تغذية لـ«غلوبال»: أفضل مصادر للبروتين النباتي ولكنه ليس بديلاً عن اللحوم

خاص طرطوس – رفاه نيوف

حلّ لحم فول الصويا بديلاً ومنافساً قوياً للحوم الحمراء والبيضاء على موائد إفطار رمضان المبارك هذا العام، بعد الارتفاع الكبير الذي شهده سوق اللحوم وما زال.

السيدة وداد وهي من ذوي الدخل المحدود قالت لـ«غلوبال»: لم يعد بمقدوري شراء اللحوم الحيوانية، ومنذ بداية رمضان توجهت لشراء فول الصويا، وقد وجدت سعره مناسباً، إذ يتراوح سعر العلبة بوزن نصف كيلو مابين 10- 12ألف ليرة وهي تكفي لثلاث طبخات.

في حين أشارت السيدة سميرة إلى أن الكثير من الأسر وجدت من فول الصويا بديلاً غذائياً عن اللحوم التي أصبحت أسعارها بعيدة المنال، مؤكدة جهلها إن كان لهذه المادة فوائد أو أضرار.

عدد من أصحاب المحال التجارية بطرطوس أكدوا لنا تضاعف الطلب على لحم فول الصويا وذلك منذ بداية شهر رمضان المبارك.

اختصاصي التغذية جورج ميرزا أكد لـ«غلوبال» بأن «لحم الصويا» من المنتجات الشائعة الذي يمكن استخدامه في العديد من الأطعمة بدلاً عن اللحوم الحيوانية،وخاصة لدى الأشخاص النباتيين وهو غني بالألياف الغذائية والبروتين وخالٍ من الكوليسترول ومنخفض بالسعرات الحرارية.

و أضاف ميرزا: في حال المقارنة بين لحم الصويا واللحوم الحيوانية من ناحية الفوائد الغذائية نجد بأن اللحوم الحيوانية غنية بالبروتين والعديد من الفيتامينات والمعادن كالحديد والزنك و السلينيوم و فيتامين ب 12 وفيتامين د ولحم الصويا غني بالبروتين والألياف الغذائية.

وبين ميرزا بأن فول الصويا هو نوع من البقوليات موطنه شرق آسيا، وهو عنصر مهم في النظم الغذائية الآسيوية، وقد تم استهلاكه منذ آلاف السنين ويزرع اليوم في آسيا وأمريكا الجنوبية والشمالية، ويتكون فول الصويا بشكل أساسي من البروتين ويحتوي على كميات جيدة من الكربوهيدرات والدهون الصحية والمركبات النباتية (الايسوفلافون) ومضادات أكسدة.

ولفت إلى أن فول الصويا يعد من أفضل مصادر البروتين النباتي، حيث يحتوي على ما يقارب 36-56% من وزنه الجاف.

وأشار إلى أنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة (الدهون الصحية) حيث تشكل 18% من وزنه الجافة والحمض الدهني السائد في فول الصويا هو حمض اللينوليك، ويعد فول الصويا الكامل ذات المشعر الجلايسيمي منخفضاً (مؤشر نسبة السكر في الدم منخفض) وهذا يجعله مناسباً لمرضى السكري، ويحتوي على نسبة لا بأس بها من الألياف القابلة للذوبان وغير  القابلة للذوبان في الماء فهي مفيدة جداً لصحة الأمعاء، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن فهو  يعد مصدراً جيداً للفيتامينات والمعادن، بما في ذلك فيتامين ك1 وحمض الفوليك والنحاس والمنغنيز والفوسفور والثيامين.

وبحسب ميرزا فإن هناك عدة دراسات تشير الى أن فول الصويا يقلل من خطر الإصابة بالسرطان والكوليسترول وقد يساعد في حماية صحة القلب و يخفف من ضغط الدم وقد يخفض نسبة السكر في الدم و يخفف أعراض انقطاع الطمث.

وأكد بأن لفول الصويا بعض الآثار الجانبية، فعند تناول كميات كبيرة منه قد يؤثر على هرمونات الغدة الدرقية وقد يسبب انتفاخ البطن والإسهال لدى الأفراد الحساسين ويسبب ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص لاحتوائه على الأحماض الجليسينين والكونجليسينين الموجودة في معظم منتجات الصويا.

وتابع ميرزا: ليست كل أطعمة الصويا مغذية أو مفيدة، لأنه كلما زادت معالجة الصويا زادت نسبة الملح والسكر والدهون والمواد المضافة والمواد المالئة، وكلما قلت معالجته زادت نسبة الفيتامينات والمعادن والمركبات المفيدة التي تحتوي عليها (لذا يجب الانتباه ).

ونوه ميرزا  إلى أن فول الصويا و منتجاته مناسب جداً للأشخاص النباتيين و الأطفال الذين لا يتناولون اللحوم (لتجنب سوء التغذية) لأنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة (التي يحتاجها الجسم) أي ذات مصدر عالٍ من البروتين مقارنة بالأغذية النباتية الأخرى،
وهناك العديد من منتجات الصويا: دقيق الصويا – بروتين الصويا- التوفو- حليب الصويا – صلصة الصويا – زيت فول الصويا – لحم الصويا- الناتو، وفي النهاية يجب التنوع في الغذاء للحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة لصحة الجسم ولحمايته من الأمراض.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة