منصرفات المعاصر تلوث مجرى نهر كفر عقيد… ومدير موارد حماة لا يستجيب!
خاص حماة – محمد فرحة
يبدو بأن تعليمات وزارة الموارد المائية لجهة عدم السماح بطرح مخلفات المعاصر (ماء البيرين) بمجاري الأنهار والينابيع لاتسري على معاصر حماة، وتحديداً تلك المعاصر التي تلقي بمخلفات غسيل الزيتون في مجرى نهر الساروت الذي يعبر قرية كفر عقيد بريف حماة والمتضرر الأول من كل ذلك.
وكان أهالي القرية المذكورة يصطادون السمك من نهر الساروت ويتواجد فيه البط البري و الطيور المائية وغيرهما من الكائنات الحية الأخرى، لكن ما إن بدأت مخلفات المعاصر تلقى في مجرى النهر حتى غابت كل هذه الكائنات.
عدد من أهالي قرية كفر عقيد قالوا في شكوى أرسلوها عبر «غلوبال»: إن وزير الموارد المائية أعطى تعليمات بكتاب رسمي العام الفائت يؤكد فيه على عدم رمي وطرح ماء البيرين الناتج عن غسيل الزيتون وماء الجفت المشبع بالزيوت في مجرى النهر المذكور، وغيره من الأنهار وبالقرب من الينابيع، لافتين إلى أنهم قاموا قبل بدء تشغيل المعاصر هذا الموسم بإخطار موارد حماة المائية والمحافظة وكل من يعنيه الأمر ولا يعنيه، ولم يحرك أحد ساكناً، الأمر الذي جعل رائحة النهر تزكم الأنوف ومرتعاً للحشرات والقوارض.
مشيرين إلى أن ماء الجفت يقتل كل الكائنات الحية في مجرى النهر زد على ذلك بأنه يلوث مياه الآبار المحيطة بمجرى النهر،حيث تصل هذه المياه إلى الأحواض الجوفية فتلوثها.
«غلوبال» حاولت التواصل مع مدير الموارد المائية بمحافظة حماة، لكن وللأسف لم نحصل على أي تجاوب يذكر، ويبدو أن هذه أمست سمة من سمات بعض المدراء في محافظة حماة، وكأن المدير لا يرى قيمته إلا بتجاهل الاتصالات التي لا يرد عليها.
لابد لنا أن نشير إلى أنه من شروط ترخيص المعاصر أن يقام بجوارها محطات معالجة، أو إنشاء أحواض تجفيف لمياه الجفت بالقرب من كل معصرة وعدم إلقائها في مجاري الأنهار أو الأودية، ومن ثم ترحل عبر صهاريج إلى أماكن لايتأذى منها أحد.
لكن كل هذا لا يحد من خطورة وتأثير مخلفات المعاصر على التربة والبيئة، حيث تبقى روائح أحواضها لأكثر من عشرة أشهر أي للصيف القادم، وكثيراً ما قام بعض المواطنين بتحليل مياه آبارهم القريبة من المعاصر أو الواقعة في مجرى طرح هذه المخلفات فكانت النتيجة إيجابية.
فهل تتحرك موارد حماة والمعنيون الآخرون لوقف صبيب المعاصر التي تلقى في مجرى نهر الساروت، هذا هو السؤال؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة