خبر عاجل
بورصة الفروج “تنخفض” والفضل لدرجات الحرارة… أمين سر جمعية اللحامين بحلب لـ«غلوبال»: حالة مؤقتة والتخفيض المستقر يحتاج إلى دعم قطاع الدواجن منى واصف: كذبت سابقاً بتحصيلي العلمي لأني خجلت من نفسي من جديد…انهيار جزئي بمنزل قديم بعين كرش… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: المنزل مغلق وغير مسكون انهيار بيت عربي قديم بساروجة… مدير الجاهزية بدمشق لـ«غلوبال»: الأضرار اقتصرت على الماديات ضربة عسكرية تُدمّر نصب “لنكولن”؟! انتشار الحشرات والكلاب الشاردة يؤرق المواطنين… مدير النظافة باللاذقية لـ«غلوبال»: بدأنا عمليات الرشّ قبل الموعد المحدد ونشرنا الطعوم في الأحياء انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة في الأيام القادمة إصابة 11 شخصاً بحادث سير على طريق حماة- حمص… مدير مشفى حماة الوطني لـ«غلوبال»: الإصابات المسجلة غير خطرة ومعظمهن من النساء “فزعة”مياه الطيبة تتجاوز 1.5 مليار ليرة… رئيسة مجلس البلدة لـ«غلوبال»: ثلاث آبار جديدة ستحقق وفراً مائياً جيداً تدشين نفق المواساة السبت القادم… مدير دراسات محافظة دمشق لـ«غلوبال»: الحركة السطحية بدأت وتضاعف التكاليف نتيجة طبيعية لتذبذب الأسعار
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الزلازل لا تقتل الناس ولا تدمر المنازل

خاص غلوبال ـ علي عبود

من الأخطاء الشائعة جداً قيام وسائل الإعلام في مختلف دول العالم بصياغة بعض الأخبار بطريقة مغلوطة من قبيل (أدى الزلزال الذي بلغت شدته 8 درجات على سلم ريختر وضرب مدينة…..إلى مقتل وإصابة وتشريد عشرات الآلاف وتدمير مئات المنازل).

هذا النوع من الأخبار لا نجده في الدول المعرّضة لزلازل شديدة في فترات زمنية متقاربة كاليابان والصين فما السبب؟.

يؤكد جميع الجيولوجيين ومهندسي العمارة وميكانيكي التربة التي تُبنى عليها الأبنية والمنشآت والمرافق العامة، على حقيقة علمية لايرقى إليها أي شكّ (الزلازل لا تقتل الناس ولا تدمر الأبنية)، والدليل أن زلزال 6/2/2023 أدى إلى كوارث هائلة في كل من سورية وتركيا، في حين لا يسفر عن الزلازل التي تضرب اليابان وبالشدة نفسها أو أعلى منها أي أضرار جسيمة.

نعم، الوقائع العلمية تؤكد أن من يتسبب بقتل الناس في الزلازل هي المباني التي تنهار على رؤوس ساكنيها خلال أقل من دقيقة بفعل الاستهتار بتشييدها، أي بعدم التقيد بالاشتراطات الهندسية التي تضمن بناء منازل وأبراج مقاومة للزلازل لاتقل شدتها عن 8 درجات، وهذا الأمر غير متوافر في معظم بلاد العالم باستثناء من يتعرض لزلازل دورية كاليابان والصين وأمريكا..إلخ.

ليس سهلاً أن تواجه سورية كارثة غير مسبوقة تسفر عن تهجير 328301 شخص منهم 70403 من الأطفال خلال ثوان، ولكن من الضروري أن تكتشف الجهات الحكومية ولاسيما وزارة الأشغال أن السبب في هذه الكارثة، ليس الزلزال، وإنما هشاشة الأبنية، والتساهل المفرط جداً بقيام مناطق عشوائيات بالكاد مبانيها تقوى على مواجهة السيول والأمطار.

ونجزم أن رهان البلديات وهي المسؤول المباشر عن هذه الكارثة لم تحسب حساباً ولو بنسبة 1 % لحدوث زلزال يستهدف المباني الهشة قتقتل سكانها وتشردهم خلال ثوانٍ معدودة.

ومن المهم الإشارة إلى أن الكارثة التي نجمت عن زلزال 6/2/2023 كانت مدمرة، ليس بسبب غياب الكود الهندسي الزلزالي، فهو موضوع من قبل نقابة المهندسين منذ عام 1996، وأصبح واجب التطبيق منذ عام 2005، ولكن مامن حكومة خلال العقدين الماضيين فرضت تطبيقه على أعمال البناء والتشييد.

نعم، الزلازل لاتقتل الناس ولا تشردهم في الشوارع، فالذي يقتلهم المباني الهشة غير المقاومة للزلازل التي بناها سماسرة وتجار البناء بالتواطؤ مع البلديات المشجع الوحيد لانتشار العشوائيات في طول البلاد وعرضها، وبالتالي ليس مصادفة أبداً ان الزلزال ضرب بشكل خاص مناطق العشوائيات، ودمر الأبنية الحديثة التي بناها المتعهدون والمقاولون بمواد مغشوشة، بل إن بعضهم استخدم النحاتة بديلاً عن الإسمنت.

وبما أن نسبة كبيرة من الأبنية في بلدنا لاتحقق شروط الجودة المطلوبة،ومعظمها لا يتوافق مع الخريطة الزلزالية التي وضعت في عام 1996..

وبما أن مناطق المخالفات تزيد نسبتها على 40 % من إجمالي مناطق السكن في سورية،وبما أن حياة سكانها ثمينة ولايجوز التفريط بمصيرها، أي بتعرضها للقتل والتشريد والإعاقة مع حدوث أي زلزال قريب أو بعيد..

فقد آن الآوان لاقتناع الجهات الحكومية المعنية بمقولة(المباني الهشة وليست الزلازل من يقتل الناس)، فتبدأ بالتخطيط لاستبدال مناطق العشوائيات بضواح سكنية يمكن تشييدها من خلال مشاريع استثمارية لاتكبد خزينة الدولة قرشاً واحداً.

الخلاصة: من المهم أن تشدد وزارة الأشغال على عدم تنفيذ أي أبنية في المستقبل دون التقيد بالكودات الهندسية السورية بعد تحديثها، لكن الأكثر أهمية وضع آليات فعالة وسريعة لمحاسبة البلديات التي تتساهل بتشييد أبنية هشة غير مقاومة للزلازل، والتي كانت المسبّب الفعلي، وليس الزلزال، لمقتل وإصابة وتشريد عشرات الآلاف من السوريين.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *