العاصمة الاقتصادية قبلة لأهل السياحة والثقافة والفن أيضاً… وزير السياحة لـ”غلوبال”: حلب تشكل نموذجاً للمحافظة على التراث
خاص حلب – رحاب الإبراهيم
ما أن “هدأ” صخب الفعاليات الاقتصادية، التي شهدت نشاطاً ملحوظاً في مدينة حلب مؤخراً، حتى ارتفع صوت أهل الثقافة والسياحة عبر أنشطة “مختارة” تضمنت أيضاً طابعاً اقتصادياً وتجارياً، وذلك ضمن احتفالية وزارة السياحة بذكرى تأسيسها الخمسين واليوم العالمي للسياحة، حيث اختيرت مدينة حلب لتحضن الاحتفال المركزي نظراً لأهميتها الثقافية والتراثية والحضارية، والتأكيد على أن العاصمة الاقتصادية بدأت تستعيد عافيتها ونشاطها على جميع المستويات.
تعميم التجربة
ثلاثة أيام في مدينة الشهباء كانت حافلة بفعاليات فنية وثقافية، إضافة إلى نشاط تجاري منتج تمثل بـ معرض “سورية أم الكل” الذي احتضن أكثر من 100 سيدة حلبية بمنتجاتهن الحرفية اليدوية المشغولة بحرفة وإتقان بغية المساهمة في حماية التراث والحرفية اليدوية والمساهمة في دعم المرأة ومساعدة السيدات المشاركات على تأسيس مشاريعهن الخاص، وهو ما أكدته لـ”غلوبال” هلا الكناية مؤسسة مشروع “ارتيزنا”، الداعم للمشاريع الصغيرة وإحياء الحرف اليدوية، بقولها: مشروع “سورية أم الكل” لن يقف عند حدود مدينة حلب، فعند نجاحه في مدينة حماة انطلقنا إلى العاصمة الاقتصادية، وكان نجاح المعرض كبيراً بدعم من الجهات المعنية والقطاع الخاص والجمعيات والمنظمات الأهلية، حيث سيتم تعميم التجربة على جميع المحافظات السورية على نحو يضمن المحافظة على التراث السوري ودعم الاقتصاد من عبر تقوية المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر من خلال دعم السيدات الراغبات في تأسيس مشاريعهن الخاصة وفي مختلف المجالات.
مشروع عالمي
وزير السياحة محمد رامي مارتيني قال في تصريح لـ”غلوبال”: إقامة الاحتفال المركزي في مدينة حلب بمناسبة ذكرى تأسيس وزارة السياحة واليوم العالمي للسياحة يدلل على أهمية مدينة حلب وأرثها الثقافي والتراثي والحضاري، وتأكيد على دورها وثقلها الاقتصادي والاجتماعي، كما أنها تحظى باهتمام خاص بعد ما كرمت بشكل استثنائي بزيارة السيد الرئيس بشار الأسد، الذي وجه بمنحها كل الدعم والرعاية لتعود حلب إلى مكانتها السابقة اقتصادياً وثقافياً.
وأضاف: ويشكل ذلك رسالة هامة لكل أبناء سورية والعالم أجمع أن هذه المدينة تشكل نموذجاً للمحافظة على التراث والحضارة، من بوابة الحفاظ على المدينة القديمة بأسواقها وأحيائها وخاصة بعد الضرر الكبير الذي لحقها خلال سنوات الحرب، فاليوم يعاد بنائها من جديد بهمة أهلها والتعاون مع جميع الجهات المعنية من وزارة السياحة والثقافة ومحافظة حلب والأمانة السورية للتنمية وشبكة الأغا خان.
وشدد وزير السياحة على أهمية المرسوم 13، الذي وصفه ب”التاريخي”، حيث أصدره السيد الرئيس بشار الاسد دعماً للمدينة القديمة بحلب بغية الإسراع في إعادة ترميمها وأسواقها، وفعلاً رممت هذه الأسواق بأعلى المعايير وبخبرات وطنية صرفة بدعم من السيد الرئيس والسيدة أسماء، معتبراً أن تأهيل المدينة القديمة يعد من المشاريع العملاقة على مستوى العالم، فإعادة ترميم المدينة القديمة بعد العدوان الإرهابي على أسواقها وأرثها الكبير يمثل مشروع عالمي فعلياً، بدليل الجوائز العالمية التي حصل عليها، حيث كانت البداية من سوق السقطية وستستمر التجربة.
ولفت وزير السياحة إلى أن فعاليات اليوم العالمي السياحة والاحتفال بذكرى تأسيس وزارة السياحة لن يقتصر على مدينة حلب، حيث سيقام بعد يومين مشروع مهم في مدينة طرطوس بدعم ورعايا عليا مع برنامج جريح الوطن، إضافة إلى “دروب تشرين” في اللاذقية، كما ستقام أنشطة في دمشق والحسكة ومعظم المدن السورية.
وأشاد وزير السياحة بمبادرة “سورية أم الكل” الداعم للسيدات والمشاريع المتناهية الصغر، مشيراً إلى أن المحافظة على التراث والمهن اليدوية يعد مشروع تشاركي بين وزارة السياحة والثقافة، حيث يعملان معاً للمحافظة على المهن اليدوية التي يخشى عليها من الاندثار، ومن أجل تحقيق هذه الغاية يدرب الأطفال على هذه المهن بهدف اكتساب مهارات تضمن استمراريتها وحمايتها الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الهام.
ولفت وزير السياحة إلى أهمية احتضان قلعة حلب على مدرجها التاريخي حفلات فنية قدمها موسيقيين وفنانين ملتزمين بالفن الاصيل والراقي، من الفرقة السورية الوطنية إلى الموسيقار طاهر مامللي والفنان حمام خيري بأغانيه التي تجسد التراث عبر تقديم باقة من القدود الحلبية، حيث تدعم وزارة السياحة والثقافة هذا الفن الحضاري الذي سيبقى خالداً كونه يجسد الفكر والحضارة السورية.
بدورها مديرة السياحة نايلة شحود اشارت إلى أن إقامة هذه الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية والفنية يسهم في تنشيط الحركة السياحة في مدينة حلب ويؤكد على دورها ومركزها الاقتصادي والثقافي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة