بعد مضي نحو خمس سنوات على تحرير دير الزور… رئيس مجلس المدينة لـ”غلوبال”: هناك أحياء لم يتم تأهيلها لشدّة تضررها ونجري الدراسات اللازمة لذلك
رغم مضي خمس سنوات على تحرير مدينة ديرالزور، مايزال أهالي أحياء “الرشدية وعلي بك وكنامات وخسارات والعثمانية الشرقية” الواقعة ضمن أحياء مدينة دير الزور، يأملون أن تمتد يد إعادة الإعمار نحو أحيائهم التي تبتعد عنها بوصلة المشاريع المنفذة سواء من قبل الجهات الحكومية أو المنظمات الدولية، مع أنها تعد من الأحياء الحيوية والعريقة في المدينة، الأمر الذي يعيق عودة الأهالي إلى منازلهم.
عدد من أهالي هذه الأحياء اشتكوا لـ”غلوبال“، أن مناطقهم ماتزال على حالها منذ تحريرها عام 2017، ولم تشهد أي تدخل من الجهات الخدمية أسوة ببقية الأحياء، فالشوارع تمتلئ بالأنقاض ولا خدمات فيها أبدا.
محمد سليم قال لـ”غلوبال”: إنه يقيم في منزل مستأجر بمبلغ يفوق راتبه، رغم أن منزله في حي كنامات لم يتعرض لضرر إنشائي، والأضرار التي تعرض لها بسيطة ويمكن ترميمه والسكن فيه، لكن تراكم الأنقاض في الشوارع المحيطة به تقف حائلاً أمام المباشرة بالترميم.
وأشار سعد العليوي لـ”غلوبال“، أنه مستعد للسكن في منزله بحي خسارات وعلى وضعه الحالي لان الارتفاع المتواصل لقيمة اجارات المنازل أرهقه جدا في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، لكن غياب الخدمات في حي خسارات ولا سيما فيما يتعلق بتوفر المياه وشبكة الصرف الصحي يحول دون ذلك.
وأوضح صفوان الشيخ لـ”غلوبال“، أنه وتحت ضغط ارتفاع تكاليف الحياة وعجزه عن الاستمرار بدفع الاجار تشجع قبل نحو ستة أشهر وقام بإصلاح منزله بحي العثمانية وأقام به مع عائلته عدة أيام، قبل أن يضطر لمغادرته مجدداً، نظرا لعدم توفر أدنى مقومات الحياة من مياه وكهرباء ومواصلات، إضافة لانتشار الأفاعي والعقارب والكلاب الشاردة.
رئيس مجلس مدينة دير الزور المهندس رائد منديل أوضح لـ”غلوبال“، أنه ومع تحرير المدينة من الإرهاب تم إجراء تقييم وتقدير للأضرار التي تعرضت لها أحياء المدينة من قبل الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية فرع المنطقة الوسطى قسمت الأحياء إلى ثلاث شرائح (الأقل ضرراً، ومتوسطة الضرر، وشديدة الضرر)، وبناء على هذا التقدير تم وضع خطة للتعافي وفق مصفوفة عمل بالتنسيق مع كافة الجهات الخدمية، تقوم على أولوية العمل في إعادة تأهيل المرافق في الأحياء الأقل ضرراً والأحياء التي تشهد عودة للأهالي، وهذه الأحياء عادت إليها الحياة بصورة ملموسة، وباشرنا في المرحلة الثانية بإعادة تأهيل الأحياء ضمن الشريحة الثانية (متوسطة الضرر)، وسننتقل بعد الانتهاء منها إلى الأحياء المتبقية.
وبين منديل أن الأحياء المذكورة تم تصنيفها ضمن الشريحة الأشد ضرراً، حيث تتراوح نسبة الضرر فيها بين 40 – 60 %، وتم إجراء الدراسات اللازمة لإقامة مشاريع تأهيل فيها سيتم المباشرة بها في المرحلة القادمة.
طريقتك الصحيح نحو الحقيقة