بل.. سنبقى قلقون جداً!!
خاص شبكة غلوبال الإعلامية ـ بقلم: علي عبود
لسنا مع ماتكرره عدة جهات حكومية وأبرزها مدير “السورية للحبوب”: لايوجد قلق على القمح ولدينا مايكفي لاستمرار إنتاج الرغيف!
نعم، ليس لدينا أي قلق من نقص في مخزون الحبوب، أو الإستمرار بإنتاج الرغيف، والفضل لقلة من المستوردين همهم الوحيد شفط المليارات من خزينتنا، وآخر اهتماماتهم تبديد قلقنا!
لكننا قلقون من استمرار نهج استيراد حاجتنا من القمح والشعير والذرة مع انعدام أي خطة، أومخطط لاستبداله بنهج الإكتفاء الذاتي الذي خَبِرناه على مدى عقدين من الزمن على الأقل.
منذ الشهر الرابع من العام الحالي أي قبل شهرين من بدء موسم الحصاد والتسويق أعلنت مؤسسة الحبوب عن (توقيع العديد من العقود بهدف توريد القمح إلى سورية، وهذه الكميات تحقق نوعاً من الاكتفاء وتلبية حاجة رغيف الخبز إلى حين بدء جني محصول القمح للموسم الحالي).
واستنادا إلى المواسم السابقة، كانت مؤسسة الحبوب على قناعة إن (توريد القمح مستمر، ولن يتوقف) بل لم تتوقع تسويق أكثر من مليون طن في موسم 2020، وكانت متفائلة أكثر مما يجب، لكنها كانت أكثر واقعية من تنبؤات وزارة الزراعة!
كما بشرنا مدير مؤسسة الحبوب بوجود إحتياطٍ كافٍ من الطحين يضمن عدم “انقطاع” أي فرن من المادة، أي لاداع للقلق من نقص في إنتاج الرغيف!
وهذا الأمر لايدعو للقلق بتاتا، فحتى عندما اقترب مخزوننا من الدقيق إلى الصفر في منتصف ثمانينات القرن الماضي، استنفرت الحكومة لتأمين الرغيف على مدار الساعة، وما من بلد في العالم مهما تعرض لاضطرابات وكوارث يُقصّر بتأمين الخبز لمواطنيه.
ليس هذا مصدر قلق السوريين، هم قلقون من استمرار الإعتماد على إنتاج خبزنا من دقيق الآخرين، وليس من دقيقنا، وهذه المسالة لايبدو أنها تؤرق الحكومات المتعاقبة منذ 2003، وإلا لوضعت خطة طارئة مع أول عملية استيراد للقمح في عام 2008 تعيد البوصلة إلى إنتاج مايفيض عن حاجتنا من القمح والشعير والذرة..الخ!
هذا مبعث قلق السوريين: الإعتماد على الآخرين وليس على الذات!!
ولم يعجبنا على الإطلاق قول مدير المؤسسة بتاريخ 19/5/2022 (حينما يكون هناك حاجة للقمح سيتم اللجوء إلى الاستيراد كما يحصل الآن، ولدينا شركات متعاونة جداً وتؤمن الشحنات في وقتها المحدد)، فهذا يؤكد المؤكد: طالما أن الخيار الأسهل هو الإستيراد فلن تخطط أي حكومة للتخلي عن هذا الخيار بالتخطيط للإكتفاء الذاتي.
وبدلا من أن يؤكد مدير مؤسسة الحبوب: لا يوجد خوف أو قلق على الإطلاق حول تأمين مادة الخبز، وهذا الموضوع باهتمام الجميع على كل المستويات.. وأي صعوبة تعترض العمل المتعلق بمادة القمح يتم حلها بالسرعة القصوى بالتعاون بين الجهات المعنية.. كنا ننتظر أن يؤكد أي رئيس حكومة منذ عام 2008: سيبقى شغلنا الشاغل الإعتماد على الذات بإنتاج حاجتنا الأساسية كما كنا منذ مطلع تسعينات القرن الماضي.
وحتى صدور هكذا إعلان سنبقى قلقون جداً على مستقبل قمحنا ورغيفنا!!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة