لماذا يحجم أبناء دير الزور عن تقديم الشكاوى؟ مدير حماية المستهلك لـ”غلوبال”: ثقافة الشكوى معدومة لدى الأهالي لأنهم يعتقدون بعدم جدواها
رغم حالة التذمر الكبيرة والتي غالباً ماتكون محوراً أساسيا في الاحاديث التي تسود في الجلسات بين الأقارب والأصدقاء والزملاء، عن ازدياد حالات الغش والاستغلال، ورفع الأسعار وبدل الخدمات الى حدود غير مقبولة، يحجم أبناء دير الزور عن تقديم الشكاوى بحق التجار وأصحاب المحال وسائقي السيارات العامة وغيرهم، من الذين يمارسون الغش والاستغلال بحقهم.
وارجع المواطن مصعب السليمان في حديثه لـ”غلوبال“، سبب عدم قيام المواطنين بتقديم الشكاوى التموينية وغيرها، يعود لطبيعة العلاقات الاجتماعية وروابط القرابة بين أبناء المدينة الذين يعرف بعضهم بعضاً، لافتاً إلى أن من يتقدم بالشكوى سيجبر فيما بعد على سحبها، وفي حال أصر على الاستمرار بها سيتعرض للكثير من التقريع واللوم وسينعت بصفات ليست جيدة من قبل معظم من يحيطون به.
فيما قال وائل المحمود لـ”غلوبال“، أفضل عدم تقديم الشكوى بحق أي بائع مخالف لأنني لا أرغب بالذهاب كثيراً إلى المحاكم في قضية قد تستمر لسنوات،وأمر ضبط المخالفين ومنع أذاهم عن المواطن ينبغي أن تقوم به دوريات التموين التي اطلقوا عليها مؤخرا تسمية “حماية المستهلك”.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدير الزور بسام الهزاع أوضح في تصريح لـ”غلوبال“، ان ثقافة الشكوى تكاد تكون معدومة لدى الأهالي، ومن يقع عليهم غش أو تدليس أو استغلال يرفضون تقديم الشكوى رغم الضرر الكبير الذي يلحق بهم، تحت عنوان “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق” و “حرام مابدنا نضر حدا حتى لو كان يضرنا” إضافة إلى المقولة الخاطئة التي يتم تداولها “ماراح يطلع منها شيء حتى لو اشتكينا”، لافتاً إلى أنه في أحيان كثيرة يأتي المواطن إلى المديرية ليشتكي من غش أو مخالفة وقعت عليه، لكنه سرعان ما يتراجع طالباً سحب الشكوى، وهذا الأمر يشجع المخالفون على التمادي أكثر.
وبين الهزاع أنه وعلى الرغم من أن المديرية قد خصصت أرقاماً أرضية وخليوية نشرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لاستقبال الشكاوى من المواطنين على مدار الساعة، فإن عدد الشكاوى التي تلقتها منذ بداية العام لم تتجاوز الـ 26 شكوى فقط، وهو عدد ضئيل مقارنة بالضبوط المنظمة من قبل دوريات حماية المستهلك، والتي بلغت 430 ضبطاً، داعيا الأهالي إلى ممارسة دورهم الرقابي في ضبط الأسعار والأسواق ومساعدة عناصر المديرية الذين لايمكنهم التواجد في كل مكان وبكل الأوقات، من خلال الابلاغ عن اية مخالفة يتعرضون لها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة