خبر عاجل
تواصل الاستجابة الصحية على معبر جديدة يابوس… مدير صحة ريف دمشق لـ«غلوبال»: استنفار جميع المراكز والتشبيك مع جميع جهات المحافظة الحكومة والباب المفتوح!  دخول نحو 5 آلاف وافد عبر معبر جديدة يابوس اليوم… نائب محافظ ريف دمشق لـ«غلوبال»: مستنفرون لتقديم كافة الاحتياجات درع الاتحاد.. ركلات الترجيح تبتسم لحطين والوحدة وجبلة يهزم الفتوة ضربة ثانية لمعبر مطربا الحدودي تخرجه عن الخدمة… مصدر بصحة حمص لـ«غلوبال»: الاعتداء أدى إلى إصابة 4 أشخاص اللاعب أوغناسيو إبراهام يعلن تمثيله لمنتخبنا الوطني الأول صلخد تفتقد لمصرف وصراف تجاري… رئيس مجلس المدينة لـ«غلوبال»: المكان متوافر وبحاجة لأعمال ترميم تصديرها يصطدم بمنافسة المنتج الصناعي الأجنبي… رئيس جمعية الوردة الشامية بحماة لـ«غلوبال»: إنتاجية دونم الوردة الشامية 7‐ 12 مليون ليرة وبتكاليف بسيطة تصفيات كأس آسيا.. منتخبنا الوطني يكتسح منتخب غوام أهلنا الوافدون من لبنان يؤكدون شعورهم بالأمان والراحة في منازل أشقائهم… عضو بمجلس مدينة حمص لـ«غلوبال»: توجيه لجان الأحياء والمخاتير لاستقبالهم وتلبية متطلباتهم
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

من ميلي إلى باول… مجرمون يعترفون وقتلةٌ مستمرون

خاص غلوبال – شادية إسبر

واضح أكثر من أي وقت مضى، أن ولاء المسوؤلين الأمريكيين لإسرائيل أعلى من ولائهم لبلادهم ذاتها، وهذا ليس جديداً بل بات أكثر فجوراً.

عبر تاريخهما تشارك الجيشان الأمريكي والإسرائيلي عقيدة القتل ذاتها، عشرات آلاف المدنيين ضحايا مجرمون يشاهرون بجريمتهم ولا ينالون أي عقاب، فهل أقوى من الاعتراف دليل على تجريم المعتدين، وإحكام القوانين من أجل العدالة الدولية وحماية الأبرياء؟.

تصريحُ اعترافٍ أدلى به رئيس هيئة الأركان الأميركية السابق في عهد ترامب مارك ميلي قال فيه: “نحن الولايات المتحدة قتلنا الكثير من الأبرياء في الموصل وفي الرقة”، اعتراف لم يكن نابعاً عن تعذيب ضمير لعجوز على حافة قبره، بل يؤكد السياق الذي جاء فيه أنه محاولة لتبرير قتل عشرات آلاف المدنيين في جريمة الإبادة الإسرائيلية المرتبكة بقطاع غزة.

المسؤول الأميركي تحدث بذلك خلال مشاركته في معرض للذكاء الاصطناعي بواشنطن، معلقاً على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وعبارته جاءت في سياقها كالتالي، قال ميلي حرفياً: ” نتبرأ جميعاً بشأن ما تفعله إسرائيل، وأشعر بالفزع تجاه موت الأبرياء في غزة، لكن لا ينبغي لنا أن ننسى أننا نحن الولايات المتحدة قتلنا الكثير من الأبرياء في الموصل، وفي الرقة، وأننا نحن الولايات المتحدة قتلنا 12 ألف مدني فرنسي بريء، وها نحن في الذكرى الثمانين لنورماندي، لقد دمرنا 69 مدينة يابانية، بخلاف هيروشيما وناغازاكي.. لقد ذبحنا الناس بأعداد هائلة، أناس أبرياء لا علاقة لهم بحكومتهم، رجالاً ونساءً وأطفالاً، ولذا فإن الحرب شيء فظيع، لكن إذا كان لها معنى، إذا كانت لها أي حس أخلاقي، فلا بد أن يكون هناك هدف سياسي، ويجب تحقيقها بسرعة وبأقل تكلفة، ويمكنهم القيام بذلك بسرعة”.

اعتراف حق يُراد به باطل، إذ لا مشكلة لدى ميلي بقتل الأبرياء، المشكلة بالنسبة له هي الوقت، وهدفه تبرير ما يقوم به جيش الاحتلال، ولو كان هذا التبرير على حساب سمعة جيش بلاده الأمريكي، فهو يطلب من الاحتلال الإسراع بتنفيذ ما يهدف إليه، وفي الوقت ذاته يردّ بحديثه على منتقدي الحرب في بلاده، فإذا كان يعلم ما اعترف به، لماذا لم يشهر اعترافه هذا من قبل؟.

سؤال وجدنا إجابته من قلب الولايات المتحدة ذاتها، حيث اعتبر تقرير لصحيفة ريسيونسيل ستيت كرافت الأميركية أن “مارك ميلي وضع الجيش الأميركي تحت الحافلة الإسرائيلية”.

وقال التقرير: “ما يقوم به ميلي يوضح المدى الذي وصل إليه مؤيدو إسرائيل في الولايات المتحدة لتبرير ما أصبح واحداً من أكبر الكوارث الإنسانية في القرن الحادي والعشرين”، وأوضح التقرير أنه ” من المضحك أن ميلي وأمثاله من ذوي الأربع نجوم لم يذكروا مطلقاً المدنيين الذين قتلهم الجيش الأمريكي في العراق وسورية حتى أدركوا أن الاعتراف بذلك قد يساعد في إبعاد أصدقائهم الإسرائيليين عن المأزق”.

يفتح هذا الحديث البحث عن جواب لسؤال حول أعداد الضحايا من المدنيين الذي قتلوا بنيران الجيش الأميركي في سورية والعراق.

تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر العام 2019 أعلن ” ما يزيد على 1600 مدني قتلوا بشكل مباشر بنيران تحالف الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا في الرقة ما بين حزيران وتشرين الأول 2017″.

من جانبه اعترف التحالف المعتدي، بالمسؤولية عن مقتل 159 مدنياً، أي اعترف بنحو 10% مما ورد في تقرير العفو الدولية.

لكن أرقاماً أخرى أتت أيضاً من قلب الولايات المتحدة ذاتها، إذ بحسب ما وثّق “مشروع تكاليف الحرب” بجامعة براون الأميركية فإن “عدد الضحايا المدنيين في كل من سورية والعراق نحو 349 ألف شخص خلال الفترة بين آذار 2003 وآذار 2023″،أما في الواقع فإن أعداد ضحايا واشنطن وحلفائها في سورية والعراق لا يمكن حصرهم.

فمن اعتراف مارك ميلي نعود إلى اعتراف كولن باول الشهير وخطاب الكذب بشأن العراق (جلسة الأنبوبة في الأمم المتحدة) فإن من قتلوا بنيران واشنطن وتحالفها المزعوم أو بسكين تنظيماته الإرهابية والانفصالية، ومن فقدوا وشردوا وهاجروا، ومن بقوا في أرضهم تحت حصار اقتصادي قاتل هم أيضاً ضحايا مدنيون، والجريمة بحقهم مستمرة.

أميركا قَتلت الكثير مِن الأبرياء في سورية والعراق ولا تزال، وإسرائيل قتلت الكثير من الأبرياء في فلسطين وسورية ولبنان ولا تزال، وشركاء الجريمة يعترفون ويفاخرون فإلى متى سيظلون طلقاء لا يُحَاسَبون؟ سؤال برسم المحاكم الدولية المعنية، وفي يدها الأدلة القطعية التي يضاف إليها ما يقدمه المجرمون ذاتهم باعترافاتهم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *