خبر عاجل
إصابة 11 شخصاً بحادث سير على طريق حماة- حمص… مدير مشفى حماة الوطني لـ«غلوبال»: الإصابات المسجلة غير خطرة ومعظمهن من النساء “فزعة”مياه الطيبة تتجاوز 1.5 مليار ليرة… رئيسة مجلس البلدة لـ«غلوبال»: ثلاث آبار جديدة ستحقق وفراً مائياً جيداً تدشين نفق المواساة السبت القادم… مدير دراسات محافظة دمشق لـ«غلوبال»: الحركة السطحية بدأت وتضاعف التكاليف نتيجة طبيعية لتذبذب الأسعار الجلاء يحسم أول مواجهات سلسلة الفاينل 6 على حساب الجيش تطور مستويات القراءة في العام الثالث من المشاركة بمسابقة تحدي القراءة عربياً.. المنسق العام للمبادرة في سورية لـ«غلوبال»: زودنا المدارس بنحو 40 ألف كتاب لتوسيع آفاق الاختيار  السوري عمر السومة يصل للهدف رقم 15 في الدوري القطري بدء ضخ مياه الشرب إلى مدينة حلب… مدير مؤسسة المياه لـ«غلوبال»: عودة التغذية بالتدريج للأحياء بعد إصلاح خط البابيري  وسائل التواصل تروج لأخبار كاذبة… نقيب صيادلة دمشق لـ«غلوبال»: لايوجد قرار لرفع سعر الأدوية وكافة الأصناف متوافرة  معتصم النهار يكشف خفايا انفصاله عن زوجته لين برنجكجي وسبب عودتهما! رغم سلبياته الراهنة الدفع الإلكتروني لا مفرّ منه… خبير اتصالات لـ«غلوبال»: صورة حضارية للخدمات ويساهم في ترسيخ الحكومة الإلكترونية والاقتصاد المعرفي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مياهنا الشحيحة.. نهدرها ونلوثها!!

خاص شبكة غلوبال الإعلامية – بقلم: علي عبود

على مدى العقود الماضية نعزف على وتر مقطوعة أصبحت ممجوجة: مواردنا المائية شحيحة!

نعم، مواردنا المائية شحيحة ومحدودة جدا، وهي تتناقص في مواسم الجفاف وانحباس الأمطار، لكن السؤال الذي لم تجب عليه الجهات المكلفة بإدارة ثروتنا المائية هو: هل نستثمر مواردنا المائية بصورة صحيحة؟

الأرقام المتاحة تكشف إن إجمالي الموارد الوسطية في حال حصلنا على حصتنا القانونية من نهر الفرات تبلغ 22.6 مليار متر مكعب سنويا!

والحق يُقال أننا لانعرف إن كانت هذه الكمية كافية أم لا لري الأراضي الزراعي، ولتأمين مياه الشرب للسوريين الذين يزداد عددهم بمعدل 300 ـ 400 ألف نسمة سنويا!

حسب تقارير جهات رسمية مختلفة فإن حصة القطاع الزراعي تبلغ (نظريا) 18.5 مليار متر مكعب وما تبقّى يستخدم لمياه الشرب وأغرض أخرى!!

برأينا هذه الثروة المائية كافية لأغراض الزراعة ومياه الشرب وغيرها من الإستخدامات لو استثمرناها الإستثمار الأمثل الذي توفره التقنيات الحديثة.

ومع أن الأراضي القابلة للزراعة تصل إلى 6 ملايين هكتار فإن المزروع منها لايتجاوز 4.2 ملايين هكتار، والسؤال: هل عدم زراعة الـ 1.8 مليون هكتار المتبقية هو بسبب شح الموارد أم لتقصير بإدارتها وفق مبدأ (الإستخدام العلمي وفق المتاح)!

مثلا، حاجة الهكتار الواحد من المساحات الزراعية المروية حسب أساليب الري التقليدية المتخلفة، أي بالغمر، تبلغ 14 ألف متر مكعب سنويا، وبما أن المساحة المروية تقدر في السنوات القليلة الماضية بمليون هكتار فهذا يعني انها تحتاج إلى 14 مليار متر مكعب سنويا، وهورقم مخيف، لكن في حال استخدام تقنيات الري بالرذاذ أوالتنقيط مثلا فإن الكمية تنخفض إلى7 مليارات متر مكعبة، وفي حال استخدام تقنية الري بالطمر أي بأنابيب مخفية تحت التربة ستنخفض الكمية التي يحتاجها المليون هكتار إلى مادون الـ 5 مليارات متر مكعبة!

لايكفي أن تشجع وزارتا الزراعة والري الفلاحين على استخدام تقنيات الري الحديث، بل يجب على أي بلد يؤكد في كل المناسبات أن موارده المائية شحيحة أن يعمل على رصد الإعتمادات المالية الكافية للتحول من الري بالغمر إلى الري الحديث!

من المؤسف أنه بعد عقود من الحملات المتواصلة لإحداث نقلة نوعية في أساليب الري، فإن المساحات المروية بالتنقيط لاتتجاوز 110 آلاف هكتار، وبالرذاذ 145 ألف هكتار تقريبا، وهذه الأرقام غير مقبولة في بلد يعاني من شح الموارد المائية ومن جفاف سيستمر لسنوات عديدة!!

والملفت إن الجهات المعنية (استمرأت) على مدى العقود الماضية الإعتماد على الأمطار لري 80% من أراضينا الزراعية بدلا من استثمار المتاح من المياه بأساليب الري الحديثة.

والأمر لايختلف كثيرا في مجال مياه الشرب فسوء الإستثمار والإستخدام هو(سيد الموقف) وإليكم هذه الأرقام الرسمية الصادمة: وفق آخر إحصاء رسمي يعود لعام 2019 فإن الإنتاج الفعلي من مياه الشرب بلغ 1059739 ألف متر مكعب، يضيع منه في الشبكة (أي يتسرب) 523728 ألف متر مكعب، وهذا يعني أن 49.4% من المياه تُهدر بسبب أهتراء الشبكات أو تخريبها.. فهل يُعقل أن يعاني ملايين السوريين في الضواحي والأرياف من العطش، وهل يعقل أن بلدا يحذّر دائما من استمرار الجفاف أن يهدر نصف إنتاجه من مياه الشرب؟

الخلاصة: الأمر لايتعلق بشح مواردنا المائية، وإنما السماح، بل والإستهتار بهدرها وتلويثها، فأنهار مثل العاصي وبردى وقويق، وبحيرات مثل قطينة، أصبحت متخمة بالملوثات، وهذا يعني خروج مليارات الأمتار المكعبة من الاستخدام بسبب الهدر والتلوث!

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *