60 منشأة دواجن مهددة بالإغلاق… رئيس غرفة الزراعة بالقنيطرة لـ«غلوبال»: 50 ليتر مازوت للمدجنة لا يكفي
خاص القنيطرة – محمد العمر
يخشى مربو الدواجن بمحافظة القنيطرة الفترة المقبلة تكرار مشهد ما حدث معهم العام الفائت من فصل الشتاء والخوف من عدم قدرتهم على تأمين المحرقات والمادة العلفية لقطعان الفروج، فما حصل حسب قولهم كان كارثة اقتصادية حلت عليهم بعد خروج أكثر من نصف المداجن عن العمل من أصل 145 منشأة كانت تعمل من عامين.
مراسل «غلوبال» بالقنيطرة التقى عدداً من مربي الدواجن على أرض المحافظة الذين أشاروا إلى قلقهم المتزايد من أن يكون فصل الشتاء مشابهاً لغيره من افتقاد للمقومات التي تجعل المنشآت مستمرة.
محمد الحسين صاحب مدجنة بقرية الكوم الأوسط أكد أن واقع المداجن في محافظة تعتبر زراعية مأساوي للغاية، خاصة في عدم كفاية كميات العلف المسلمة من مؤسسة الأعلاف في ظل ارتفاع المادة لأرقام غير مسبوقة في السوق السوداء وعدم القدرة على تأمينها بهكذا أسعار.
لافتاً إلى أن الدورة الأخيرة لم يستلم مخصصاته منها، ما جعله يلجأ الى التخلص من الصيصان وبيعها، وما تبقى منها يدعمها بالعلف من السوق السوداء، خاصة أن الصوص الواحد يحتاج لأكثر من 3 كيلو علف، ما يجعل الكثير من المنشآت الكبيرة تفكر بالإغلاق، أفضل وأرحم من خساراتها المتتالية دون نتائج.
ويتفق أحمد الخطيب مربٍ آخر من أن ارتفاع تكاليف المواد الداخلة في تربية الفروج من المحروقات إضافة للأعلاف كانتا سبباً في خسارته أكثر من 15 مليون ليرة، وذلك لارتفاع التكلفة بهاتين المادتين، وعدم توزانهما مع قيمة المبيعات، فمن بقي يعمل على أرض الواقع هم قليلون، وهم مهددون واحداً تلو الآخر هذا الموسم من الخروج إن بقيت الأمور على حالها دون حلول.
ولا يخفي الخطيب التحدي الأكبر في عمل منشأت الدواجن المتمثل في احتكار مادة العلف من قبل بعض التجار الذين يتحكمون بالمادة وتعاونهم مع مداجن كبيرة.
ويتساءل عدد من المربين عن تغطية 35 منشأة فقط من المداجن في استلام مخصصاتها من المقنن العلفي، من أصل 60 منشأة حالية تعمل، بعد أن كانت العام الماضي أكثر من 80 منشأة ويلفت هؤلاء إلى مسألة الأدوية البيطرية التي قسمت ظهورهم بارتفاعاتها المتواصلة، مؤكدين أن عمل المداجن بات لا يحقق أي فائدة لهم.
بدوره حذر رئيس غرفة الزراعة بالقنيطرة نصر مريود في تصريح خاص لـ«غلوبال» من خروج دواجن كبيرة هذه المرة إن لم يتم تأمين الأعلاف والمحروقات لها، فكمية 50 ليتر مازوت للمنشأة الواحدة كل 15 يوماً لا تكفي لمدجنة تحوي أكثر من 14 ألف طير، كما أن كميات الأعلاف قليلة جداً المخصصة للطير الواحد.
مبيناً بأن 18 منشأة دواجن خرجت العام الماضي، وأغلبها متوسطة نتيجة خسائرها الباهظة، وذلك من أصل 60 منشأة لاتزال قائمة، ولكنها مهددة بالإغلاق إن استمرت الارتفاعات متواصلة، ولم تتم زيادة المخصصات العلفية والمحروقات.
ونفى مريود ما يشاع عن أن المربين لم يحصلوا على الدورة الأخيرة من المقنن العلفي الفترة الماضية، ولكن هذه الكميات حسب رؤيته تعتبر قليلة ولا تسد الغرض المطلوب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة