خبر عاجل
انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة في الأيام القادمة إصابة 11 شخصاً بحادث سير على طريق حماة- حمص… مدير مشفى حماة الوطني لـ«غلوبال»: الإصابات المسجلة غير خطرة ومعظمهن من النساء “فزعة”مياه الطيبة تتجاوز 1.5 مليار ليرة… رئيسة مجلس البلدة لـ«غلوبال»: ثلاث آبار جديدة ستحقق وفراً مائياً جيداً تدشين نفق المواساة السبت القادم… مدير دراسات محافظة دمشق لـ«غلوبال»: الحركة السطحية بدأت وتضاعف التكاليف نتيجة طبيعية لتذبذب الأسعار الجلاء يحسم أول مواجهات سلسلة الفاينل 6 على حساب الجيش تطور مستويات القراءة في العام الثالث من المشاركة بمسابقة تحدي القراءة عربياً.. المنسق العام للمبادرة في سورية لـ«غلوبال»: زودنا المدارس بنحو 40 ألف كتاب لتوسيع آفاق الاختيار  السوري عمر السومة يصل للهدف رقم 15 في الدوري القطري بدء ضخ مياه الشرب إلى مدينة حلب… مدير مؤسسة المياه لـ«غلوبال»: عودة التغذية بالتدريج للأحياء بعد إصلاح خط البابيري  وسائل التواصل تروج لأخبار كاذبة… نقيب صيادلة دمشق لـ«غلوبال»: لايوجد قرار لرفع سعر الأدوية وكافة الأصناف متوافرة  معتصم النهار يكشف خفايا انفصاله عن زوجته لين برنجكجي وسبب عودتهما!
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

هل سلة «السورية للتجارة» مخصصة فعلاً للصائمين؟!

خاص غلوبال ـ علي عبود

طمأن مدير فرع السورية للتجارة في دمشق المواطنين بمخاطبتهم مباشرة: ”بإمكانهم شراء أكثر من سلة غذائية خلال شهر رمضان، وبالتالي لاداعي للقلق من غياب المواد الأساسية عن موائد إفطاركم“!.

حسناً، نسأل السيد مدير فرع السورية: كم سلة غذائية تستطيع أن تشتريها شهرياً براتبك، ولو وصل إلى حده الأعلى؟
والسؤال الأهم: هل سلة السورية للتجارة هي فعلاً مخصصة للصائمين؟.

نتمنى ألا يكون الهدف من الترويج للسلة الغذائية تصريف مواد بعض الشركات كبديل عن العروض التي نراها في أسواق التسوق التي تقيمها غرف التجارة والصناعة!.

نعم، يفترض أن تُلزم وزارة التجارة الشركات التي تتعامل معها بتقديم عروض شراء مغرية سواء في شهر رمضان أم في المناسبات المختلفة، وكما يحصل في حميع دول العالم، بدلاً من ”بدعة السلة الغذائية“ التي يجب أن تكون مكوّناتها تضم المواد الأساسية، وتباع عبر البطاقة الذكية، بأسعار تناسب الدخل، لابأسعار أقل من السوق!.

وبما أن الشريحة العظمى من المتقاعدين والمعينين حديثاً لايتجاوز راتبهم الشهري مبلغ 92 ألف ليرة، وبما أن وسطي الأجور لايتجاوز 150 ألف ليرة شهرياً، فهذا يعني عجز غالبية العاملين بأجر في الجهات العامة والخاصة عن شراء سلة غذائية واحدة بـ 99 ألف ليرة، ولو كانت مكوناتها أرخص من السوق بنسبة 100%، والمقارنة لاتكون بين أسعار صالات ”السورية للتجارة“ والسوق، وإنما يجب أن تكون بين الأجور والأسعار، وأي مقارنات أخرى ليست أكثر من هراء بهراء.

لايهم فيما إذا كان سعر مكونات السلة في السوق 116 ألف ليرة أو 123 ألفاً فالأهم الإجابة عن السؤال: كم عدد الأسر العاملة بأجر التي يمكنها شراء سلة ”السورية للتجارة“ التي لاتكفي باستثناء مادة السمنة لأكثر من أسبوع؟.
 
وقد وصلت الأوضاع المعيشية إلى حد الإعلان في أوقات سابقة عن قروض للعاملين في الجهات العامة، بالكاد تكفي مبالغها لشراء مستلزمات أساسية للأسرة لأكثر من أسبوعين، ويتوجب تسديدها على مدار عام!.

ولا يبدو أن من حدّد مكونات السلة الغذائية للصائمين مكترث بما تحتاجه موائد إفطارهم، إما لأن المسؤولين في وزارة التجارة لاتوجد لديهم مشكلة بقدرتهم الشرائية، أو كان هدفهم تجميع مواد في السلة لاتتجاوز قيمتها المئة ألف ليرة!.

لو كانت الوزارة جادة بمساعدة أو دعم العاملين بأجر في شهر الصيام لاقترحت سلة غذائية متكاملة تكفي لأسرة مكونة من أربعة أشخاص، وأخرى من ستة أشخاص، تتضمن القليل من الدسم أي اللحمة والفروج، واقترحت على مجلس الوزراء الموافقة على بيعها بالبطاقة الذكية، وبسعر لايتجاوز 50% من الحد الأدنى للأجور.

وإذا كان مايحول دون هذا النوع من السلال، التي هي حق مشروع ودستوري للأسرة السورية في كل الشهور، وليس في رمضان فقط، تكلفتها العالية، فلماذا لاتنسّق وزارة التجارة مع غرف التجارة والصناعة لمدها بمواد بسعر التكلفة أو مجاناً مقابل مايسمى بالزكاة، وفدية الصيام لتتمكن من بيع سلال غنية بموادها بسعر يناسب الدخل الفعلي؟.

مايلفت في سلة ”السورية للتجارة“ أن من قررها لم يكترث فيما إذا كانت مكوّناتها تصلح لطبخة واحدة متكاملة، بغض النظر عن عدم كفايتها لأكثر من أسبوع أو أسبوعين، مادة الرز مثلاً، لاتكفي الأسرة لأكثر من يومين، وتحتاج إلى مواد أخرى غير متوافرة في السلة كالخضر واللحمة أو الدجاج!.

ولا يختلف الأمر بالنسبة للمواد الأخرى كالزيت النباتي ورب البندورة والمربى والشاي فلا تكفي لأكثر من أسبوعين على الرغم أن نسبتها من مكونات مائدة الإفطار قليلة جداً مقارنة بالمستلزمات الأخرى.

حسب مدير السورية للتجارة بدمشق فإن وزارة التجارة انتقت مواد السلة المرغوبة من المواطنين في شهر رمضان، لكنه لم يقل فيما إذا كمياتها وهي (3 كيلو رز كبسة وليتران من زيت القلي وكيلو غرام من السمن النباتي، و200 غرام شاي سوبر بيكو، ومربى مشمس وشعيرية و1350 غرام من رب البندورة) تكفي أسرة مكونة من 5 أشخاص طيلة شهر الصيام؟.

تكشف سلة ”السورية للتجارة“ واقعاً غير سار من جهة، وتقصير حكومي بدعم ملايين الأسر السورية الأكثر هشاشة من جهة أخرى، فهذه السلة الخالية من الدسم (اللحمة والفروج) فعلياً لاتكفي، باستثناء السمنة، لأكثر من أسبوع مايعني أن الأسرة تحتاج إلى أربع سلال بـسعر 400 ألف ليرة ولمواد لاتكفي لصنع أي طبخة.

ومن السذاجة القول إن هناك إقبالاً على شراء السلة الغذائية استناداً إلى بيع 3 آلاف سلة خلال يومين، فهذا العدد ضئيل جداً مقارنة بعدد الأسر في دمشق، هذا إذا افترضنا أن الشارين هم فقط من المواطنين وليسوا من أصحاب البقاليات مثلاً.

ولو كانت مكونات السلة الغذائية وأسعارها مدروسة وتهدف فعلاً إلى مساعدة ملايين الأسر محدودة الدخل لاحتوت على مواد أساسية أخرى كالبرغل والحمص(بدلاً من بيعهما على البطاقة الذكية) وعدس المجدرة والشوربة ومعلبات الطون والمرتديلا، والقليل من اللحم والفروج، وبسعر يناسب دخل الأسرة الصائمة!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *