حلقات جديدة في مسلسل البطاطا المكسيكي
خاص غلوبال – زهير المحمد
يبدو أن مسلسل البطاطا قد تحول إلى مسلسل مكسيكي قد تصل حلقاته إلى مئات الحلقات، ومع كل حلقة تزداد عناصر التشويق في الحديث عن استيراد البطاطا المصرية وتخزين البطاطا السورية في سراديب تحت الأرض أو في برادات.
ومع المرتفعات الجوية والمنخفضات تتصاعد الأسعار حتى ولو انخفض الدولار، فالبطاطا المصرية المستوردة التي اشتراها المستهلك فور وصولها قبل شهر بثمانية آلاف ليرات، بدأ يدفع سعرها الآن عشرة آلاف، والبطاطا التي تم احتكارها وتخزينها حتى زغفت براعمها وباتت غير صالحة للاستهلاك البشري يتم شراؤها بتسعة آلاف ليرة.
فيما تنطلق الشائعات بأن أسعار البطاطا قد ترتفع مرة أخرى وكأن المستهلك عليه أن يقبل صاغراً، ما يفعله المستوردون والمحتكرون وأن يقطع أمله من نضوج العروة الربيعية والصيفية والخريفية، ويبقى مع قوانين الشتاء وظروفه التي تعطي الحجج لمحتكري البطاطا ليسوقوا تبريراتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن معالجة الموضوع تحتاج إلى اتخاذ عقوبات رادعة بحق المحتكرين والمخزنين والمستوردين، فهناك مسألتان يجب التشدد بهما في مجال البطاطا، الأولى أن يتم منع تسويق البطاطا المبرعمة لأن خبراء التغذية ينصحون بعدم استهلاكها، وعندما نكافح هذه الظاهر يكف المحتكرون عن تخزينها تحت طائلة الغرامة والإتلاف، ويجب الانتهاء من استخدام تعبير بطاطا حلوة وبطاطا مالحة، مع التنويه إلى أن هناك بطاطا حلوة السوي وليست للطبخ، أما عندما نحول البطاطا السبونتا إلى بطاطا حلوة بعد تخزينها عدة أشهر وتنمو براعمها فعند ذلك يجب أن نقول عنها بطاطا تالفة، ويتم بيعها كعلف المواشي وليس كغذاء أساسي للناس.
أعتقد أن “حماية المستهلك” تستطيع أن تنهي ظاهرة البطاطا الحلوة التي فقدت خصائصها الغذائية، وتفرض غرامة بحق منسوبيها مع مصادرتها وبيعها أعلاف كالشوندر السكري الذي تتناقص درجة حلاوته مع كل يوم يتأخر فيه تصنيعه، إذ يجب تصنيعه فور عملية القلع وخلال 24 إلى 48 ساعة كحد أقصى، ومن المفترض أن يتم تحديد صلاحية البطاطا بعد القلع بمدة لا تصل إلى الشهر.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة