السيارات بحاجة قطع بأسعار كاوية لتجاوز الفحص الفني… أصحاب ورشات للإصلاح بحماة لـ«غلوبال»: لا نجرؤ على البوح بالكلف خوفاً من الضرائب

خاص حماة – سومر زرقا

تكثر النوايا الآن لإصلاح أساطيل السيارات المهترئة في أغلبها بمحافظة حماة بعد حديث عن إدخال شركات خاصة، تختبر السيارة وفق “معايير حديثة لسيارات أكل عليها الزمن وشرب”، ولا ننسى أيضاً كثرة حوادث السير التي تحدث على طرقاتنا بسبب قدم وأعطال تلك السيارات، مع انعدام مواصفات الأمان فيها، ليغوص المواطن ببحر من الفواتير المريعة.

يقول علي، صاحب ورشة إكساء، اشتريت سيارة بيجو موديل 1994، بمبلغ 80 مليون لتحديثها شكلاً ومضموناً، وإدخال تعديلات تعطيها طابعاً جميلاً، وكنت أظن أن مبلغ 10 ملايين كافٍ، لأفاجأ بأجور الورش وثمن القطع، والأنكى من ذلك أنها قطع مقلدة أو مستعملة خارج القطر، أي قد تحتاج للرمي بعد فترة ليست بطويلة، أما القطع الأصلية فهي من عالم النسيان، وبعد ضرب الأخماس اكتشفت أنها تحتاج عشرات أخرى من الملايين بين تكاليف دهان ومحرك وفرش وبعض الزوائد والأضوية، فعدلت عن المشروع، وللأسف الآن ومع كل ما دفعت فأنا أمتلك قطعة خردة، وربما ترسب وفق شروط الفحص الفني في الشركات الخاصة التي سيتم اعتمادها في المحافظات تباعاً.

وأفاد إبراهيم، تاجر، بأن السيارات في معظم الدول العربية، وخاصة التي قاست ويلات الحروب والإرهاب، تستورد من شبان يستعينون بمترجم عبر مزادات من كوريا الجنوبية واليابان وغيرها من البلدان، بل وتدخل بلا جمارك، فعلى سبيل المثال سعر سيارة هيونداي سوناتا فخمة وبحالة فنية جيدة، موديل 2008 لا يتجاوز الـ1800 دولار وتحتاج لمصاريف تخليص وشحن بأقل من ذلك المبلغ، أي ما يعادل كلياً نحو 50-60 مليون ليرة مع مربح التاجر، في وقت “يتدلع” صاحب سيارة مماثلة هنا، طالباً مبلغ 200-250 مليون ليرة، وقد يكلف اقتناء هذه السيارات خزينة الدولة من القطع الأجنبي ما يفوق سعر سيارة في دول أخرى، فلماذا نستمر في ذلك وما الفائدة؟.

أبو عاصم، صاحب ورشة إصلاح سيارات، اكتفى خلال لقاء مع «غلوبال» بالقول: إن تكاليف الإصلاح عالية جداً، وبالتالي عملنا في حدوده الدنيا، وبالكاد ندفع آجار المحل و”نأكل ونشرب”، رافضاً الحديث عن تكاليف تغيير الزيت والبواجي، والصيانات الدورية لبعض الأنواع “كوري، ياباني، ألماني”.

أيضاً امتنع أبو محمود، صاحب ورشة بخ وتصويج، عن الخوض في أي حديث عن التكاليف والأرقام، مبرراً ذلك بأن المالية “تلاحقنا” على “الطالعة والنازلة”، مضيفاً: “فلو سمعوا أننا ربحنا مئة ألف يجب أن يشاركونا بها”، متناسين آجار المحل الذي لا يقل عن 2 مليون ليرة، وفواتير الكهرباء والمياه التجارية التي تفوق المليون ونصف في كل دورة.. فحتى كيلو السكر والشاي للشغيلة والزبائن بات يكلفنا في هذه الأيام الصعبة.

واقترح عبد الرحمن، تاجر سيارات، استيراد سيارات ألمانية وفخمة من دول الجوار أو حتى من قارات أخرى، فنحن للأسف نشتري سيارة لاستعمالها عقوداً، وهذا مستحيل مع سيارة صينية أو هندية أو غيرها من الماركات التي يتم رميها في دول أخرى بعد أقل من عقد، أو حتى عند قطع مسافة بها تقل عن 50 ألف كيلو متر، فيما نشاهد سيارات بأسواقنا تباع بعشرات الملايين والأرض تظهر من خلال فتحات في أرضيتها والهواء يتسرب إلى حجرتها عند السير، بل تم اللعب بعداد مسافاتها وتزويره أيضاً!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة