هذه خفايا أزمة المحروقات!
خاص شبكة غلوبال الإعلامية – بقلم:علي عبود
مالم تقله وزارة النفط، سنحاول اكتشافه بتحليل أرقامها المتداولة، والتي لاتُبشّر بحل قريب أوبعيد لأزمة المحروقات!
حسب أرقام الوزارة، فإن الحاجة اليومية لاتقل عن 8 ملايين لتر من المازوت و5.5 ملايين لتر من البنزين، ولا ندري إن كانت هذه الأرقام محسوبة على أساس الاحتياجات الكاملة لدوران عجلات الإنتاج في القطاعين العام والخاص، وتأمين احتياجات الزراعة والنقل والمرافق العامة..الخ، أم لا، ولكن مايوزع فعليا منذ 27//6/2022 هو 4.5 ملايين لتر من المازوت، و4 ملايين لتر من البنزين يوميا.
ومهما كانت الاحتياجات الفعلية من البنزين والمازوت، فإن الطاقة التكريرية لمصفاة بانياس لاتتجاوز 112 ألف برميل يوميا، وبما إن وزارة النفط لم تكشف عن الكميات التي تنتجها هذه البراميل فعليا، فإننا سنعتمد على الأرقام العالمية!
يعطينا الـ 112 ألف برميل نفط 4.25 ملايين لتر مازوت، و8 ملايين لتر بنزين.
ماذا تكشف لنا هذه الأرقام المعتمدة عالميا؟
في حال كانت مصفاة بانياس تعمل بجاهزية تامة فيفترض انها تنتج من البنزين مايفيض عن حاجة السوق المحلية بـ 2.5 مليون لتر، وبالتالي مامبرر التقنين والسوق السوداء؟
أما بالنسبة للمازوت فهناك نقص بحدود 47 % أي 3.75 ملايين لتر يوميا، وذلك حسب الإحتياجات التي حددتها وزارة النفط، وليس حاجات القطاعات الإقتصادية والخدمية ومازوت التدفئة الفعلي، وليس المقنن!
ووفقا لأرقام التوزيع اليومية فإن كمية الـ 4.5 ملايين ليتر مازوت يجب أن تأتي من 118 الف برميل وهذه الكمية أكبر من طاقة المصفاة فهل يتم توزيع الفرق من الإحتياطي ام من إنتاج مصفاة حمص؟
وهذه البراميل الـ 118 ألف نفسها يجب ان تنتج ايضا 8.6 ملايين ليتر بنزين والسؤال: لماذا لايوزع منها سوى 46.5%.. هل هوتقنين قسري لترميم أوزيادة الإحتياطي؟
والسؤال الأهم: هل الأزمة الخانقة سببها نقص التوريدات، أي هل تستقبل مصفاة بانياس حاجتها من النفط الخام المقدر بـ 3.36 ملايين برميل شهريا لتعمل بلا توقف، أم لا؟
بعد تفعيل الخط الائتماني الإيراني يجب أن تكفي التوريدات النفطية مصفاة بانياس، ومصفاة حمص أيضا التي لاتذكرها وزارة النفط في تصريحاتها وكأنّها غير موجودةّ!!
لنفترض أن مصفاة حمص تعمل حاليا على تكرير براميل النفط المنتجة محليا والتي قددرتها وزارة النفط بما لايقل عن 20 ألف برميل، يُفترض أن تكرر 760 ألف ليتر مازوت و1.5 مليون ليتر بنزين، أما في حال كانت التوريدات النفطية تكفي أيضا مصفاة حمص في حال كانت آلاتها جاهزة ولا تحتاج إلى”نفضة” جذرية فإنها ستنتج بطاقتها اليومية التي لاتقل عن100 ألف برميل، بحدود 3.8 ملايين ليتر مازوت و 7.3 ملايين ليتر بنزين !
ونستنتج من الإمكانات المتاحة (نظريا) إن الطاقة التكريرية تكفي لإنتاج حاجاتنا من البنزين والمازوت، وبالتالي المشكلة بالتوريدات وليس بالتكرير!
ومع ذلك فإن حساباتنا تبقى نطرية لأن المصفاتين قديمتان تعودان لخمسينات وسبعينات القرن الماضي وتحتاجان إلى صيانات وإصلاحات دائمة تؤثر على قدرتهما الإنتاجية من جهة، ولأن هناك صعوبات بتأمين 7 ملايين برميل نفط لهما شهريا!
نعم، على مدى سنوات الحصار لم تتجاوز التوريدات الحد الأدنى لتشغيل مصفاة بانياس فقط، كما لم تصل أي ناقلة من إيران خلال ستة أشهر أي قبل تفعيل الخط الإئتماني مؤخرا بين البلدين من جديد.
الخلاصة: أزمة المحروقات مستمرة بمسمى (إدارة النقص) ولن تنفرج في الأمد القريب!!!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة