تكلفة الشقة تصل لـ 100 مليون ليرة، غلاء أسعار مواد البناء تعطل حركة تأهيل المنازل!
يقولون في الأمثال إن “البحصة تسند جرة” لكن ارتفاع أسعار البحص وباقي مواد البناء حطم كل جرار الأمل لدى أهالي دير الزور بإعادة إعمار منازلهم التي تعرضت لتخريب كبير طال معظم أحياء المدينة خلال سنوات الحرب على سورية،
حيث حلقت خلال الأيام الماضية أسعار البحص والرمل المخصص للبناء بدير الزور، فارتفع سعر سيارة الرمل أو البحص سعة 10 أمتار من حوالي 150 ألف ليرة إلى نصف مليون ليرة، وذلك على خلفية إيقاف العمل في المقالع سواء المرخص منها أو غير المرخص، لتنضم إلى قائمة المواد التي طالها الغلاء، ما أعاق عمل كثير من المشاريع السكنية، وعطل حركة التأهيل والترميم التي يقوم بها المتطلعون من الأهالي للعودة إلى منازلهم في أحياء المدينة المحررة.
عمار الشريف أحد أبناء حي الحميدية، قال في تصريح لـ”غلوبال”، أنه توقف عن أعمال ترميم منزله بعد أن زادت تكلفة الصيانة إلى الضعف تقريباً، فبعد ارتفاع أسعار الاسمنت الذي وصل سعر الكيس الواحد منه إلى حوالي 30 ألف ليرة وسعر “البلوكة” الواحدة إلى حوالي 1500 ليرة، لم يعد بمقدوره متابعة العمل.
وبين تاجر البناء ياسر الإبراهيم، أن أسعار مواد البناء ترتفع بشكل مستمر، فالإسمنت والحديد تضاعفت أسعارها خلال الأشهر الثلاث الماضية، وجاء ارتفاع أسعار البحص والرمل نتيجة توقف معظم المقالع عن العمل ليزيد الطين بلة، وهذا الأمر ينعكس على أسعار الشقق السكنية، مبيناً أنه في ظل الأسعار الحالية فإن تكلفة متر البناء على الهيكل تصل إلى 600 ألف ليرة، يضاف إليها حوالي 500 ألف تكلفة كساء، ما يعني أن تكلفة الشقة السكنية الجاهزة تصل لحوالي 100 مليون ليرة، وهذا الرقم كبير جدا قياساً على دخل المواطنين.
وأوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة والثروة المعدنية حمد رمضان لـ “غلوبال“، أنه بناء على تعليمات مجلس الوزراء بوقف استجرار الحصويات والإحضارات من سرير وحرم نهر الفرات، وإيجاد مقالع بديلة تكون بعيدة عن سرير النهر لمسافة لا تقل عن 400 متر، وعن الأراضي الزراعية لمسافة لا تقل عن 1 كم، تم إيقاف العمل في كافة المقالع الواقعة على سرير وحرم النهر، وتم منح الترخيص لمقلعين فقط في ريف المحافظة الشرقي تنطبق عليهما الشروط.
ولفت إلى أن المكتب التنفيذي قام مؤخرا بتحديد سعر متر البحص أو الرمل الواحد بمبلغ 16 ألف ليرة سورية محملا في أرض المقلع، يضاف إليه تكلفة أجور النقل بحسب المسافة، لكن ما يحصل أن عددا من أصحاب النفوس الضعيفة يقومون باستغلال المواطنين ورفع أسعار البحص، وهؤلاء يتم متابعتهم وتنظيم الضبوط اللازمة بحقهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة