مواطنون يؤكدون: ارتفاع الأسعار خلال هذا العيد تجاوز حدود المعقول.. حماية المستهلك لـ”غلوبال”: دوريات المديرية غير قادرة على التواجد في كل مكان وبكل وقت
أطفال تفر البسمة من وجوههم وهم يبحثون عن مكان مناسب لممارسة طقوس الفرح، وآباء ترتسم على ملامحهم علامات القهر حيال صعوبة تأمين متطلبات الحياة اليومية، فكيف يكون الحال مع متطلبات العيد الذي تسبب بتحليق للأسعار ونقص في الخدمات على الرغم من الجولات المكثفة للمسؤولين إلى معظم القطاعات والتوصيات الصادرة من قبلهم بالالتزام بالعمل ومراقبة الأسعار والجودة.
لا يبدو مشهد عيد الأضحى سعيداً في دير الزور، الارتفاع في الأسعار وساعات التقنين الكهربائي عكّرت فرحة العيد المفترضة، فارتفاع الأسعار الذي طال كل السلع والخدمات لا يقل ارتفاعاً عن درجات الحرارة التي تشهدها المحافظة هذه الأيام، والتي تشتد قساوتها مع زيادة ساعات التقنين الكهربائي ما يجعل صورة العيد أكثر ضبابية.
إسماعيل العبد الله قال لـ”غلوبال“: ليس الأمر مفاجئا بالنسبة لنا أن ترتفع الأسعار في العطل والمناسبات، لكن ارتفاع الأسعار خلال هذا العيد تجاوز حدود المعقول، فالمواد الغذائية والخضار تضاعفت أسعارها، وأجور التنقل زادت عن الضعف ما يجعل فكرة خروج العائلة “بمشوار العيد” ملغية تماماً، حتى معايدة الأقارب القاطنين في أماكن بعيدة تتم عبر الاتصال الهاتفي.
وأشار علي الزعين، أن حرارة الجو وساعات انقطاع الكهرباء التي تصل لخمس ساعات متواصلة أضاعت بهجة العيد ورتبت على العائلة مصاريف إضافية.
وبين مناف الحسين أنه ليس باستطاعته أن يدفع لأطفاله الثلاثة أجور ألعاب العيد، فحتى المراجيح البسيطة التي تنتشر بالشوارع والحارات باتت تحتاج لآلاف الليرات كي تمنح بعض الترفيه لأطفالنا.
وقال يوسف السهو: لا نبحث عن فرحة العيد التي اعتدنا عليها سابقا فهناك أشياء أخرى تشغلنا،فنحن نبحث اليوم عن تأمين ربطة الخبز وقالب الثلج وتوفير شحن لبطارية اللدات والجوال.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بسام الهزاع أوضح في تصريح لـ”غلوبال“، أن دوريات حماية المستهلك تعمل على مراقبة الأسعار والأسواق ومستعدة لتلقي الشكاوى من المواطنين على مدار الساعة، لافتاً إلى أنه تم تنظيم 8 ضبوط تموينية في مدينة دير الزور منذ بداية العيد بمخالفات الامتناع عن أداء خدمة وتقاضي أجور زائدة والبيع بسعر زائد وعرض أغذية مكشوفة.
ودعا الهزاع، الأهالي للتعاون مع المديرية وتقديم الشكاوى بحق المخالفين على اعتبار أن دوريات المديرية غير قادرة على التواجد في كل مكان وبكل وقت.
بدوره، أشار مدير الشركة العامة لكهرباء دير الزور المهندس خالد لطفي لـ”غلوبال”، أن واقع الكهرباء لا يتغير خلال فترة العيد فالكميات الواردة إلى المحافظة هي نفسها في العيد.
ولفت إلى أن إغلاق مقرات الدوائر والمؤسسات الحكومية خلال العطلة لم يخفض من كمية الاستهلاك في ظل ارتفاع درجات الحرارة ولا يمكن تغذية أحياء المدينة بأكثر من ساعة وصل مقابل خمس ساعات انقطاع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة