دورة الدعم في غياهب الوهم
خاص غلوبال – زهير المحمد
انشغلت وسائل التواصل الاجتماعي بالتكهنات حول بداية التسجيل على المواد التموينية منذ عدة أسابيع، ووجدت بعض الصفحات ضالتها في اكتساب المزيد من المتابعين الذين عليهم المشاركة والتنقيط ليتوصلوا إلى السر الخطر في كيفية التسجيل على الدورة الجديدة من المواد المدعومة.
وقد تبين للكثيرين بأن لامعلومات لأحد حول هذه الدورة التي أوشكت السقوط بفعل التقادم وسط صمت مطبق من الجهات المعنية بتأمين تلك المواد وتحديد الموعد الصحيح للتسجيل.
لكن البعض يظن(وبعض الظن إثم )بأن التأخر في الإفصاح عن موعد التسجيل ليس سهواً، وإنما هو من قبيل التناسي والعجز عن القدرة على تأمين الكتلة النقدية التي تغطي الفروقات بين أسعار السكر والرز المدعوم وسعره الحقيقي، مع أن رصيد ذلك ملحوظ في الموازنة العامة للدولة.
ولكن كيف يمكن الإعلان عن بداية الدورة المدعومة فيما لم تكتمل عملية توزيع السكر والرز عن الدورة السابقة..
تكهنات كثيرة تلوح في الأفق وتساؤلات تؤرق غرقى الغلاء الذين يبحثون عن قشة الدعم، علها تنقذهم من الاختناق في متطلبات المعيشة وبعضهم يتساءل: هل تنوي وزارة التموين أن تقلص دورات توزيع المواد المدعومة إلى ثلاث أو أربع دورات في السنة بدلاً من ست، أم تبحث عن تحريك الأسعار كما فعلت في رفع أسعار ليتر الزيت المدعوم إلى ستة عشر ألفاً، بينما سعره في الأسواق بات أقل بأربعة آلاف ليرة للزيوت المهربة وأقل بألفي ليرة للزيوت غير المهربة، لدرجة أن الكثير من المواطنين تجاهلوا رسالة استلام ليتر الزيت المدعوم نظرياً وغير المدعوم فعلياً.
يبدو بأن المسألة باتت أكثر إيلاماً للمستهلك الذي يبحث عن كمية من السكر والرز المدعوم الذي لايغطي نصف حاجته الفعلية، ويشعر بأن التلاعب في قوته اليومي وعملية تصدير الخضر والفواكه رفعت أسعارها عدة أضعاف، وحرمته من شراء حاجته من الثوم والبصل والبطاطا والخيار والبندورة والباذنجان والفواكه بأنواعها وزيت الزيتون كرمى لعيون المصدرين والمستوردين الذين يستطيعون تأمين لبن العصفور استيراداً ويسرقون الكحل من العين ليصدرونه حتى لو أصيبت تلك العيون بالعمى.
ويبقى السؤال مطروحاً متى يبدأ التسجيل على الدورة الجديدة للمواد المدعومة وهل ستبقى بأسعارها السابقة…
نقطوا قدر ماتستطيعون لكن لن تحصلوا على الإجابة من صفحات أدمنت على استجداء النقاط.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة