صنّاع النجاح…وجيوب فارغة !
خاص غلوبال – هني الحمدان
السعادة الحقيقيّة أن نستخرج من الأرض غذاءنا، وأن نبني بكل إتقان وإخلاص وعلم وبسواعد الأبناء مبانينا، وأن نداوي الجراحات بإنسانية وودّ ومحبة، وأن ننفّذ مسؤولياتنا باحترافية وصدق ونزاهة، وأن نخطط لأجيالنا في مناهجهم بأجمل ما ينفعهم، وينفع وطنهم بالفائدة والمعرفة التي توسّع مداركهم وتضعهم على سكّة النجاح والرّيادة،وأن نحاسب أنفسنا على ماأؤتمنّا عليه من قدرات وإمكانات، فهي أمانة لنسلّمها لمن يأتي من بعدنا.
ما أجمل النشاط أيضاً، فهو السبب الأول للسعي إلى تحقيق الرزق، فإن بقينا نتذرّع بحجج ومسوغات، بعيداً عن أي محاولة أو مبادرة، وإنما فقط نبقى نستجدي وننشد، فلن نصل إلى أي نتيجة، ولا ينتج لنا ذلك ثمراً، ولن يوصلنا لشيء، ولن يخلّد لنا ذكراً.
وهنا، فإن النوايا والهمم تجاه العطاء والعمل محور الارتكاز والانطلاق نحو تحقيق رغبات ومشاريع، كلما سال العرق من الجباه، واختلط بتراب الوطن وعلى آلات مصانعه، نستشعر الانتماء له أكثر.
هو جزء من ذاتنا وحياتنا، نعطيه فيعطينا،وهاهم عمال الأرض على امتدادها، شرقاً وغرباً يشكّلون ركيزة أساسية لبلدانهم، وكلما اعتنينا بهذه الشريحة، وقدّمنا لهم ما تفرضه متطلبات الحياة لعيش رغيد ،استطعنا الشموخ إلى الأعالي.
تحيّة لكل عامل في سورية، يعطي بكل كدّ وإخلاص، لكلّ من يساهم في فعل شيء أو يزرع شجرة وغرسة، للواقفين خلف آلات الإنتاج وهديرها، للمخلصين على كل الجبهات والمرافق، أرقى التحيّات وأعطرها.
ففي عيدكم، علينا أن نثبت من جديد أعلى درجات الصدق والاحترافية في أداء أعمالنا ومهامنا، وأن يكون الإنجاز هو المتعة والهدف قبل أي شيء.
ما أجمل الساعة التي يقبض بها العامل راتبه وتعويضاته وكل ما يفرحه من زيادات، لنجعل التقوى سائدة ونتّقي الله في العمال، وعدم ضياع حقوقهم وضمان حق تعبهم من أي تعدٍّ.
حقوقهم خطوط حمراء لا يجب تجاوزها، بل تنفيذها وتأديتها على أكمل وجه، وإعطاؤهم من التعويضات الشيء الذي يثلج صدورهم، ويمنحهم المزيد من الحماسة لتنفيذ مهامهم بصورة متكاملة.
فكل عام وسواعد العمال بألف خير، ونتمنّى أن تكون جيوبهم عامرة أيضاً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة