آلاف العائلات بلا سكن واستمرار الدوران في فلك المساكن مسبقة الصنع…عضو المكتب التنفيذي بمحافظة حلب لـ«غلوبال»: تجهيز 600 وحدة خلال 3 أشهر

خاص حلب – رحاب الإبراهيم

لا يزال تأمين سكن بديل للمتضررين من الزلزال حديث الشارع الحلبي، فآلاف العائلات أصبحت بلا سكن بعد خسارة بيوتهم وأموالهم بلمح بصر، موزعين في مراكز الإيواء أو بوحدات مسبقة الصنع أو عند الأقارب والأهل، في حين اضطر آخرون إلى استئجار بيوت بأسعار باهظة على حسابهم رغم واقعهم المأساوي أو بمساهمة من المجتمع الاهلي والفعاليات الاقتصادية، وسط ارتفاع الأصوات بمعالجة هذه الحال الصعبة عبر تأمين مسكن دائم عوضاً عن البيوت المنهارة، بعد سريان حالة التقصير الواضح في معالجة هذا الملف الكبير، بذريعة قلة الإمكانات، في ترك غير ”محمود“ للعائلات المتضررة تصارع واقعها لوحدها من دون إعانة باستثناء تقديم معونات قد تصل أيضاً لناس وناس.
 
واليوم مضت قرابة 3 أشهر على كارثة الزلزال، والمستغرب استمرار الدوران في فلك تجهيز مساكن مسبقة الصنع للمتضررين، من دون التفكير في إيجاد حل نهائي عبر تأمين مساكن دائمة والاتجاه نحو فتح باب الاستثمار بهذا القطاع الحيوي والدسم، حيث اختارت محافظة حلب إنشاء منطقة جبرين البعيدة عن المدينة لإنشاء هذه الوحدات ونقل العائلات المتضررة إلى هذه المنطقة حال تجهيزها، من دون معرفة خططها حتى الآن لمعالجة واقع المخالفات العشوائية، التي أصبحت بيوتها في معظمها خطرة ومهددة بأي لحظة، لكن الأهالي عادوا للسكن فيها نظراً لعدم وجود بدائل متاحة.
 
منعكس جيد 
«غلوبال» تحدث مع رئيس مجلس إدارة المنطقة الصناعية والحرفية لصيانة السيارات بجبرين كامل زلخة عن تأثير نقل العائلات المتضررة إلى منطقة جبرين ولاسيما بعد إنجاز نسبة كبيرة من تجهيز المدينة الحرفية لصيانة السيارات وإنفاق مبالغ كبيرة عليها، ليؤكد بأن العائلات المتضررة نقلت إلى منطقة قريبة من المدينة الحرفية وليس داخلها كما يشاع، وهذا أمر سيكون له منعكس جيد وليس العكس، حيث سيسهم إنشاء وحدات مسبقة الصنع بالقرب منها بتنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة الحرفية ويضفي حياة وحيوية على هذه المنطقة البعيدة عن المدينة.

تعاون وانفتاح 
محافظة حلب أعلنت أنها تنوي إنشاء 600 وحدة سكنية مسبقة الصنع في منطقة جبرين، ستكون جاهزة للسكن خلال ثلاثة أشهر تقريباً، 500 وحدة سكنية تقريباً مقدمة من الحشد العراقي، و100 قدمت أمس من جمهورية الصين الشعبية، كما يؤكد الدكتور عبد القادر دواليبي عضو المكتب التنفيذي في محافظة حلب، الذي شدد على أن محافطة حلب تعمل بكل القدرات الممكنة لتأمين السكن للعائلات المتضررة بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة لمعالجة هذا القضية المهمة، مع الانفتاح على أي جهة تبدي رغبتها في تقديم المساعدة في هذا المجال.

وأشار دواليبي إلى أنه بناء على الإحصاءات والبيانات إنشاء هذا العدد من الوحدات السكنية حالياً يوازي عدد العائلات المتضررة، حيث عادت أسر عديدة إلى بيوتها بعد ترميمها كون ضررها ليس بكبير، لكن عموماً هناك عمل ضخم يجري على أرض الواقع من أجل إيواء جميع العائلات المتضررة حسب قول دواليبي.

مخدمة بالكامل 
وحول اعتراض بعض المواطنين على الانتقال إلى منطقة جبرين كونها بعيدة عن المدينة على نحو يربك العائلات ولاسيما أنها ستتحمل تكاليف نقل كبيرة وخاصة الموظفين والطلاب، أكد أن منطقة جبرين تعد حارة من حارة مدينة حلب، وبالتالي عند تجهيز الوحدات السكنية مسبقة الصنع ستخدم المنطقة بالمواصلات، مع إنشاء مدرسة ووحدات شرطية، إضافة إلى  تجهيزها بكل ما يلزم من خدمات للعائلات المتضررة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة