أجور النقل استنزفت رواتب ذوي الدخل المحدود وأخر العلاج ” الاستقالة”.. ورئيس اتحاد عمال السويداء ل” غلوبال”: نحو /700/ موظف باتوا في عِداد المتقاعدين هذا العام
خاص السويداء – طلال الكفيري
بعد أن باتت أجور النقل تستنزف أكثر من70% من رواتب ذوي الدخل المحدود، ولاسيما لمن يقطن منهم في القرى والبلدات البعيدة عن مركز المدينة، فلم يكن أمامهم وحسب قول من التقى بهم ” غلوبال” سوى الاستقالة كمَخرجٍ من “مصيدة” أجور النقل ” المْفرغة” لجيوبهم حيث يحتاج الموظف يومياًً كحد أدنى للوصول من وإلى مكان العمل إلى خمسة آلاف ليرة، طبعاً إذا كانت وسيلة النقل ” سرفيس أو ميكروباص” وهذا بعني أن دوام عشرين يومآ متواصلة ترغم الموظف الواحد لدفع 100 ألف ليرة شهرياً.
فأمام تلك المعادلة الحسابية بات الموظفون وبما تبقى من رواتبهم عاجزون تماماً عن تأمين احتياجات أسرهم من” غذاء وكساء، فاستقالات الموظفين، ” ذات المنحى البياني” المتصاعد، لم تقتصر على من تجاوز سقف خدمتهم الوظيفية ال/25/ عاماً وما فوق، بل تعدتها إلى من لا تتجاوز سنين خدمتهم الوظيفية عشرة سنوات،
وبالمجمل بات البحث عن فرصة عملٍ في الخارج هو الدافع الرئيس للتوجه نحو الاستقالات، التي لها دون أدنى شك انعكاساتها السلبية على عمل الدوائر الرسمية.
فالحد من الاستقالات التي إذا ما استمرت بتلك الوتيرة ستؤدي في نهاية المطاف إلى إحداث فراغٍ كبير في الدوائر الرسمية، يكمن بتأمين نقل جماعي لكافة الموظفين في القطاع العام، واتباع نظام المناوبات بهدف التقليل من أيام الدوام ،ليصار إلى تحقيق وفر مالي عبهم، أو صرف بدل تنقل لكل عامل مقيم خارج المدينة كمبالغ إضافية على الراتب.
رئيس اتحاد عمال السويداء هاني أيوب أشار ل” غلوبال” إلى أن الذين تقدموا باستقالاتهم خلال هذه العام وباتوا في عداد المتقاعدين وصل إلى نحو /700/ موظف وموظفة من القطاعات الحكومية كلها، وجميع المستقلين من الوظيفة هم من أعمار مختلفة، والسبب الرئيس وراء الاستقالات هو أجور النقل المْستهلكة لأكثر من 70% من الراتب، وبالتالي البحث عن فرصة عمل في الخارج بغية تحسين أوضاعهم المعيشية الصعبة، لافتا إلى أن الاستقالات المستمرة بوتيرة مرتفعة، ستنعكس سلباً بشكل أساسي على مراجعي الدوائر الرسمية، لعدم قدرة من تبقى من موظفين تقديم الخدمات اللازمة لهم، نتيجة للنقص في الموظفين الذي سيحصل في تلك الدوائر، كما سيؤدي الى إفراغ المؤسسات من كوادرها العمالية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة