خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

أرقام مرعبة!؟

خاص غلوبال – علي عبود

شغلتنا الجهات الحكومية، وخاصة وزارة التجارة الداخلية بأسعار الفروج الكامل ومشتقاته، وكانت تعدنا دائماً بأنه سيتوفر قريباً بما يناسب دخل ملايين الأسر السورية، وحدث العكس تماماً فقد “طار” الفروج الذي كان على مدى عقود أكلة شعبية رخيصة حتى لطلاب السكن الجامعي، من موائد غالبية السوريين.

وشغلتنا أيضاً وزارة الزراعة بحل مشكلات قطاع الدواجن “قريباً” ، وخاصة مايتعلق منها بتأمين الأعلاف المدعومة التي تُشكل 70 % من تكلفتها، لكنها لم تفعلها، ما اضطر آلاف المربين لترك المهنة.

والحق يُقال إن قطاع الدواجن في خطر منذ عدة أعوام، وبات حكراً على كبار المستثمرين، الذين باتوا ينتجون للمقتدرين مالياً، وليس لعامة الشعب كما كان حالهم منذ ثمانينات القرن الماضي على الأقل أي في حقبة كان فيها الفروج المشوي “تمشية حال عند الزنقة”!.

وعلى الرغم من أن حضور الفروج، وخاصة الكامل، بات يحتاج إلى ميزانية لاتتوفر لملايين العاملين بأجر، فإن مامن جهة حكومية تسأل: ماالضرر الذي لحق بملايين السوريين بفعل “طيران” الفروج المشوي والبروستد والمسحّب والمحشي..الخ”، والذي كان ضيفاً شبه يومي على موائدهم؟.

مايثير الإستفزاز أن يستمر بعض المنظرين، ومعهم عدة جهات حكومية بالتصريحات التي لا تستند إلى الواقع من قبيل “أن العرض والطلب فرضا ارتفاعاً مستمراً لا يهدأ، بسبب زيادة حجم الاستهلاك لمادة الفروج خلال شهر رمضان إلى أكثر من الضعف عن بقية الأيام لخصوصية هذا الشهر الذي لا تخلو مائدة فيه من الفروج”، وتتكرر هذه التصريحات في المناسبات والأعياد، فهل الواقع يشير إلى زيادة أم إلى نقص مرعب باستهلاك اللحوم البيضاء.

حسب جمعية اللحامين الخاصة بقطاع الدواجن والبيض فإن “الطاقة الإنتاجية اليوم بشكل عام متوسطة وليست كما يجب، بسبب ارتفاع التكاليف كزيادة أسعار الأعلاف ولوازم الإنتاج”، والسؤال بطبيعة الحال: ألا يفترض بعد ارتفاع أسعار اللحوم أن يزداد استهلاك الفروج، على الرغم من ارتفاع مستلزمات إنتاجه طالما سعره أرخص من السمك ولحم الغنم والعجل؟.

حسب التصريحات المتداولة لجهات يفترض أنها ترصد الأسواق أن هناك طلباً كبيراً واضطرارياً على مادة الفروج من قبل المواطن، لذلك يرتفع سعرها لوجود إقبال كبير عليها خاصة في المناسبات والأعياد، لكن السؤال: من يقوى على شراء الفروج اليوم إلا بـ “القطعة”؟.

وعندما يصل سعر كيلو الفروج المذبوح والمنظف إلى 40 ألف ليرة، فكم عدد الأسر القادرة على شرائه ولو مرة واحدة في الأسبوع؟.

ولكي لانبقى في العموميات يجب أن نطرح سؤالاً دقيقاً: ماحصة الفرد من مادة الفروج يومياً أو شهرياً؟.

إن الإجابة عن هذا السؤال ستكشف لنا فيما إذا كان الطلب ازداد على الفروج بفعل ارتفاع أسعار اللحوم، أم إن الفروج مثل اللحوم “طار” من موائد ملايين السوريين بفعل تدهور قوتهم الشرائية؟.

لقد كشفت حمعية اللحامين بتاريخ 25/3//2024 بعد تأكيدها ارتفاع الطلب على الفروج “أن مدينة دمشق وريفها يوزع فيها يومياً نحو 100 طن كإنتاج واستهلاك يومي”.

طبعاً، لم تُشر أيّ جهة إلى عدد المستفيدين الفعليين من الـ 100 طن من الفروج الموزعة في المحافظتين، لأن الأمر في منتهى الصعوبة، لكن يُمكن بسهولة تقدير حصة الفرد الوسطية من الفروج في محافظتي دمشق وريفها.

حسب المكتب المركزي للإحصاء فإن عدد السكان في محافطتي دمشق(2.1 مليون) وريف دمشق (3.37 ملايين)، كان في عام 2021 بحدود 5.47 ملايين نسمة، ماذا يفيدنا هذا الرقم؟.

بما أن الموزع يومياً من مادة الفروج على المحافظتين 100 طن أيّ 100000 كيلو غرام فإن وسطي حصة الفرد الواحد من هذه الكمية هي أقل من 0.018 كغ فقط (18غراماً) يومياً أو 0.54 كغ (540 غراماً) شهرياً، وهو رقم “مرعب”جداً يؤكد أن الفروج طار من موائد ملايين العاملين بأجر.

ويعني هذا الرقم من الفروج الموزع في المحافظتين أن متوسط حصة الأسرة المكونة من 5 أفراد لاتتجاوز كمية 0.09 كغ (90 غراماً) يومياً أو 2.7 كغ (2700 غرام) شهرياً!؟.

وعلى الرغم من هذه الأرقام “المرعبة” التي تكشف تراجع صناعة الدواجن في سورية، فإن الجهات الحكومية تؤكد مراراً وتكراراً بأنها تدعم المربين بالمازوت وبالأعلاف، وبأن عشرات الآلاف من المداجن عادت إلى العمل!.

نعم، من حذّر منذ سنوات بأن صناعة الدواجن تحتضر في سورية لم يكن يُبالغ، لكن من الملفت والمريب معاً أن القرارات الحكومية خلال السنوات الثلاث الماضية أدت إلى احتضار فعلي لصناعة الدواجن تجسد في “طيران” الفروج نهائياً من موائد ملايين السوريين إلى غير رجعة.

طبعاً فإن قلة من المقتدرين وفاحشي الثراء، وخاصة مرتادي الفنادق والمطاعم هم الشريحة التي تستهلك حالياً الفروج، أما غالبية الأسر التي ترتاد الأسواق فهي تشتري مشتقات الفروج بالقطعة، وفي المناسبات أو في الأيام الأولى من الشهر فقط.

الخلاصة: لو ذهبنا أبعد من ذلك باستخراج المعطيات، وافترضنا أن دخل الأسرة الواحدة يتيح لها شراء فروج واحد فقط في الأسبوع، وباعتبار أن عدد الأسر الحاصلة على البطاقة الذكية 4.2 ملايين بطاقة، فهذا يعني أن الإنتاج على مستوى سورية يجب ألا يقل عن 4200 طن أسبوعياً أيّ 600 طن يومياً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *