أزمة العطش مستمرّة يقرى ريف طرطوس، وتبريرات المؤسسة حاضرة
لا تزال مختلف مناطق ريف محافظة طرطوس تعاني العطش نتيجة قلة ساعات ضخ المياه من المشاريع التي تغذي مدنهم وقراهم سواء بسبب التقنين الكهربائي الطويل جداً أو بسبب عدم توفر مادة المازوت لمجموعات الضخ، حتّى تجاوزت أيام الانقطاع عشرين يوماً أو شهر في بعض الأحيان.
المدير العام لمؤسسة المياه بمحافظة طرطوس نزار جبور، بيّن أن المؤسسة تعاني صعوبات عديدة في هذه الفترة أبرزها، انخفاض عدد ساعات التغذية الكهربائية ليتجاوز 21 ساعة من أصل 24 ساعة ما أدى إلى انخفاض في كمية المياه المنتجة وبالتالي حدوث اختناقات لاسيما في أرياف المحافظة، إضافة للارتفاع الكبير في أسعار الصرف وما رافقه من ارتفاع كبير في أسعار المواد والقطع التبديلية وندرتها سبب أعباء مادية كبيرة على موازنات المؤسسة الجارية والاستثمارية.
وأشار إلى اعتماد معظم المشاريع في تشغيلها على مجموعات التوليد في ظل ظروف التقنين القاسي والطويل ما أدى إلى استنزاف الاعتمادات المالية للمؤسسة للحفاظ على جاهزيتها ولاسيما أن هذه المجموعات يتجاوز عمرها الزمني العشرين عاماً، ناهيك عن عدم توفر مادة الزيت الخاصة بمجموعات التوليد إضافة لانخفاض جودتها ما أثر في جاهزية هذه المجموعات وخروج بعضها من الاستثمار، إلى جانب قدم الآليات الهندسية والإنتاجية ولاسيما الصهاريج المخصصة لنقل المياه أو المازوت وهو ما كلف المؤسسة مبالغ مالية كبيرة للحفاظ على جاهزيتها ولاسيما في هذه الظروف.
ولفت إلى عدم كفاية مادة المازوت المخصصة للمؤسسة لتشغيل كامل المشاريع في ظل التقنين الكبير للكهرباء، وإلى تخفيض مخصصات سيارات الخدمة من مادة البنزين في حين المطلوب زيادتها ولاسيما بعد التوسع الأفقي للمشاريع في المحافظة وزيادة العمل المطلوب من الورشات الفنية.
وأوضح جبور في تصريحات صحفية، أن المؤسسة اتخذت إجراءات عديدة لمواجهة هذه الصعوبات منها: اعتماد المؤسسة على الإمكانيات الذاتية من خلال تفعيل الورش الفنية المركزية أو في الوحدات الاقتصادية، والاعتماد على ورش المؤسسة بإجراء الصيانات الكاملة على مجموعات الضخ الأفقية والمحركات الكهربائية ومجموعات التوليد، إضافة لتجهيز المشاريع الجديدة من المواد المعادة، والاعتماد على حفارة المؤسسة في حفر العديد من الآبار، إضافة لتصنيع قمصان الاكتساء الخاصة بها في ورشة المؤسسة، والحفاظ على جاهزية تامة للمشاريع رغم قلة الإمكانيات وندرة المواد، واستنفار تام لجميع مراقبي الشبكات في كافة القطاعات وذلك لضمان توزيع عادل ومتساو لمياه الشرب، إضافة للمراقبة المستمرة لكل المشاريع من خلال قطف عينات وإجراء تحاليل دورية للمحافظة على مياه شرب ضمن المواصفات القياسية السورية، وربط العديد من المشاريع بخطوط توتر مستقلة عن التقنين خلال الفترة القريبة الماضية (مشاريع دوير الشيخ سعد وحصين البحر وميعار شاكر ودير الحجر) بعد المشاريع الإستراتيجية الكبرى التي تم ربطها خلال فترة الحرب ما أمن استمرارية تغذية للعديد من التجمعات السكانية الكبيرة.
في سياق متصل، قام مجموعه من أهالي منطقة يحمور بالاحتجاج وقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، بسبب تلوث مياه الشرب، نتيجة وجود مكب للنفايات في المنطقة، التفاصيل من هنا.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة