أسعار التبغ الجديدة ضربة موجعة للمزارعين… عضو جمعية العلوم الاقتصادية لـ«غلوبال»: غير منصفة ويجب تعديلها دون تأخير

خاص طرطوس – رفاه نيوف

ضربة موجعة تلقاها مزارعو التبغ وذلك بعد صدور التسعيرة الجديدة لموسم التبغ، والسؤال المطروح من قبل المزارعين والمهتمين والمراقبين كيف سعرت اللجنة الاقتصادية أسعار المحصول وعلى ماذا اعتمدت، وكيف تمت الموافقة على هذه الأسعار، والتي حددت السعر الأعلى لصنف بصما بـ 34 ألفاً، يليه كاترين وبريليب 30 ألف ليرة، والأصناف الأخرى بـ29 ألف ليرة دون الأخذ بعين الاعتبار سعر التكلفة.

أسعار مجحفة جداً بحق مزارعي التبغ وغبن كبير لحق بهم نتيجة هذه الأسعار غير المنطقية، فتكلفة إنتاج كليو التبغ نوع شك البنت الذي يزرع في المناطق الجبلية في بانياس وجبلة تجاوز 50 ألف ليرة، كما بين المزارع محمد علي من قرى القدموس، بينما يباع الكيلو في السوق الموازي بـ 120 ألف ليرة ويصل إلى 150 ألف ليرة.

ويتابع المزارع علي اسماعيل أن الكثير من المزارعين لن يسلموا محصولهم لمؤسسة التبغ بهذه الأسعار التي لا تناسب لا التكلفة ولا الجهد، وسيقتصر التسليم على كميات قليلة ذات الجودة المنخفضة، وذلك لضمان الحصول على رخصة في الموسم القادم، وبهذا سيباع بقية الموسم في السوق السوداء.

وأكد عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية عبد اللطيف عباس شعبان لـ«غلوبال» أن هذه الأسعار غير منصفة أبداً وتكاد تكون أقرب لأسعار بعض الفواكه، فعلى اللجنة الاقتصادية المتضمنة وزارة الصناعة والمؤسسة العامة للتبغ تعديل هذه الأسعار.

وبين شعبان أن هذه الأسعار، لاتعطي المزارع مايعادل أتعابه بل تثبط همته في التحضير لزراعة موسم ثان، والمزارع اليوم متفاجئ بهذا السعر المتباين كثيراً بين سعر السوق لمادة التبغ، سواء أكان بحال الورق المجفف أم المفروم وحتى للتبغ المصنع ماكان منه مستورداً أو ماهو مصنع محلياً، وكأننا أمام من يعمل لهدم زراعة التبغ التي تعتبر  مصدر رزق لكثير من المزارعين.

وأضاف شعبان: إن تردي الزراعة لكثير من المحاصيل يعود للسياسة الاقتصادية المجحفة بحق المزارعين، ومن المؤكد أن للمستهلك حقوقاً ولكن إغفال حقوق المنتجين أخطر بكثير من إغفال حقوق المستهلكين، زراعة التبغ تستهلك جهداً كبيراً لسبعة أشهر متتالية ومتابعة، بدءاً من زراعة بذور الشتول وحتى اكتمال التنشيف وتجهيز المحصول للبيع إما للمؤسسة العامة للتبغ أو للسوق المحلية، وكثير من المحاصيل لا تحتاج لهذا لجهد المتتابع.

ويرى شعبان أن أسعار التبغ المعلنة مؤخراً مجحفة جداً بحق المزارع ويجب العمل سريعاً لتعديلها بما لايقل عن الضعف، تجنباً لعزوف المواطنين عن هذه الزراعة التي كانت وما زالت مصدر دخل لعشرات آلاف الأسر، وهي نفس المناطق التي خسرت تربية دودة الحرير سابقاً، ما يثير كثيراً من الشكوك ومعظم  هذه المناطق خسرت ثروتها الحيوانية، فعلينا أن نعمل على تشجيع الزراعة و المزارعين من خلال وضع أسعار تشجيعية لكل المحاصيل الزراعية وليس للتبغ فقط.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة