أسعار لاهبة لمعالجة الأسنان في حماة… أطباء ومختصون لـ«غلوبال»: جميع المستلزمات مستوردة وتجهيزات العيادة تبدأ من 100 مليون
خاص حماة – سومر زرقا
دائماً تبقى مسألة معالجة الأسنان رغم صغر حجمها وبساطتها من الأمور التي تؤرق أهالي محافظة حماة في ظل التكاليف العالية التي قد تصل إلى ملايين الليرات، يضاف إلى ذلك كم الألم الذي تسببه أعصابها المترابطة مع أجزاء الرأس، لتتحول إلى معاناة تسبب ألم الفكر والرأس معاً.
أما الأطباء فأكد عدد منهم الغلاء الكبير والمستمر في أسعار المواد التي أصبحت تشبه البورصة في تغيراتها أحياناً، من ساعة إلى ساعة، وصعوبة أوضاعهم لجهة ارتفاع تكلفة العيادات.
وذكر لنا أحد الخريجين الجدد أنه اشترى جهاز أسنان نوع عادي بسعر 60 مليون ليرة، وأنه سيصل ما دفعه إلى الـ100 مليون لشراء بقية المستلزمات، هذا من دون حساب سعر العيادة أو إيجارها، متسائلاً كم ضرصاً سيقتلع، وجسراً سيركب حتى يسترد ولو جزءاً مما دفعه، لأن رأس المال هذا ليس ثابتاً وأدوات الأسنان تحديداً تخضع لتغيير مستمر؟.
نقيب أطباء الأسنان في حماة، الدكتور مخلص الجندي، بين في لقاء خاص مع «غلوبال» أن التسعيرة مثار بحث بين نقابة أطباء الأسنان المركزية ووزارة الصحة، ولم تخضع للتغير منذ عام 2013 رغم الأضعاف المضاعفة التي شهدتها التكاليف سواء لجهة المعيشة، أو في المستلزمات والمواد الطبية.
وخاصة أن جلّ المواد المستخدمة مستوردة من المرايا وصولاً للكرسي، وحتى لو كانت تجميعاً وطنياً فهي تعتمد مكونات أساسية مستوردة، باستثناء القطن والكحول، إضافة إلى الارتباط مع مخابر الأسنان والتي ليست بحال أفضل لجهة أسعار المواد والتجهيزات أيضاً.
كما أن طب الأسنان، والكلام للجندي، يحتاج إلى مستلزمات متطورة وبشكل يومي، حيث أصبح الطبيب يصور السن وبدقة في عيادته، ما يعني الحاجة إلى سنسرات وكاميرات وشاشات وغيرها من المواد المكلفة للوصول إلى النتيجة الأدق والأسرع.
وتحدث نقيب أطباء الأسنان في حماة عن مشكلة قلة الاختصاصات ضمن الفرع، حيث يشكل المختصون 8% فقط، إذ أكد طموحهم ومسعاهم لرفع هذه النسبة وتعزيز جميع الاختصاصات بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، بهدف زيادة مقاعد الاختصاصات تلك، كما أشار إلى أن عدد أطباء الأسنان الكلي ضمن الفرع هو 3500 طبيب.
كذلك يتم العمل على تطوير خبرات الأطباء في فرع النقابة، فالفرع نشيط علمياً، وهناك دورات لأطباء الأسنان على مدار العام في عدد من الاختصاصات مثل زراعة الأسنان، وتقويم الأسنان، وتجميلها.
ما خفف من عناء السفر على الأطباء وحضور لندوات المركزية، مبيناً، والكلام للنقيب، أن النقابة تحضر الآن للمشاركة في المؤتمر العلمي المركزي في مدينة المعارض بدمشق بتاريخ 26 أيلول المقبل، والذي يعتبر حدثاً علمياً هاماً وملتقىً لعرض أحدث ما توصل إليه عالم طب الأسنان من تقنيات ومواد وتجهيزات.
ووفقاً للجندي تعمل النقابة على تجهيز شعبة المداواة اللبية في مركز العيادات الشاملة بحماة، وهي أول شعبة لبية في مديرية صحة حماة، وتتضمن خمسة أخصائيين.
الدكتور الجندي بين أن فرع النقابة يعمل على توعية الخريجين الجدد بضرورة الانتساب إلى النقابة قبل السفر لتسهيل حصولهم على فرص عمل والحصول على الترخيص في بلاد المغترب، وعدم الوقوع في مشكلات أيضاً لدى العودة إلى القطر فيما يخص التقاعد.
وحتى لو كان الطبيب يؤدي خدمة العلم يمكنه التسجيل، والشرط الأهم أن يزاول المهنة فعلياً ولو على الأقل في البدايات، كما نوه بضرورة الحصول على ترخيص مؤقت فور تخرجه بحيث يمكنه الحصول على تأجيل خدمة العمل لمدة سنتين، ليتمكن من تأسيس نفسه والخدمة في الأرياف.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة