أسواق المهن اليدوية بحاجة للدعم…عضو مجلس اتحاد الحرفيين بطرطوس لـ«غلوبال»: تصدير المنتجات التراثية وزيارة السياح لأسواقها تدعم وجودها
خاص طرطوس – رفاه نيوف
يعتبر إحداث أسواق للمهن اليدوية التراثية والتقليدية بطرطوس خطوة مهمة كونها تجمع الأصالة والتراث وموروث الأجداد، وخلال العام الماضي تم افتتاح سوقين للحرف والمهن اليدوية الأول في مدينة طرطوس والثاني في مدينة بانياس، وعلى الرغم من أهمية هذين السوقين، إلا أنهما لم يلقيا الدعم والترويج اللازمين لاستمرارهما وجعلهما معارض دائمة.
عضو مجلس اتحاد الحرفيين في طرطوس منذر رمضان أكد لـ«غلوبال» بأن هذه الأسواق تساهم في نقل الذاكرة التراثية من جيل إلى آخر، وليس هذا فقط بل من خلال هذه الأسواق تنطلق دورات تدريبية للراغبين في تعلم هذه الحرف لتصبح حاضنة حقيقية للترويج والتعليم، ويعتبر إحداث سوقين للمهن التراثية بالمحافظة إنجازاً هاماً، إلا أنه لم يلب الطموح حتى تاريخه.
والأسباب كما ذكر رمضان هي غياب الدعم المباشر لهذه الأسواق من كافة المعنيين والاكتفاء بالإشارة إلى أنه تم إحداث هذه الأسواق دون أي خطوات جادة لدعمها بترويج منتجات حرفييها، وأيضاً هناك عوامل أخرى لعبت دوراً مهماً بعدم انطلاقها منها أن أغلب الحرفيين الممتهنين لهذه الحرف هم أبناء أرياف وقرى وفي ظل الوضع الاقتصادي الحالي، وارتفاع أجور النقل أصبح الأمر يشكل عبئاً عليهم.
وأشار رمضان إلى أن الوضع الإقتصادي ساهم في ذلك حيث أصبح المواطنون بأغلبهم يبحثون عن الضروريات فقط.
وعن الحلول للنهوض بهذه الأسواق وتحقيق غايتها الأهم، كما بين رمضان تكون بدعم الحرف المتناهية الصغر وتأمين الترويج الذي يساهم في استمراريتها ويكون ذلك من خلال تصدير ما أمكن من هذه المنتجات عبر جهات متخصصة ودعم من خلال وزارتي السياحة والثقافة، ووضع برامج لزيارة هذه الأسواق للسائحين من الداخل والخارج، وتأمين قروض ميسرة من المصارف المعنية للحرفيين ليتمكنوا من تطوير عملهم وزيادة إنتاجهم وتأمين المواد الأولية، ولإعفائها ما أمكن من الضرائب الجمركية بحال كانت مستوردة، كما أنه يجب على الوحدات الإدارية كافة تخصيص أماكن لإحداث أسواق مجانية في المدن والمناطق لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الحرفيين ترويج أعمالهم، كون الوحدات الإدارية لها دور تنموي واجتماعي وفق مرسوم إحداث مجالس المدن وهي المعني الأول بذلك.
من جهته أكد مدير سوق المهن اليدوية في مدينة بانياس رجب رجب لـ«غلوبال» بأن الوضع الاقتصادي الصعب، وضعف القوة الشرائية للمواطنين، خاصة أن منتجات السوق تعتبر من الكماليات، وكذلك أغلب أصحاب المهن يقطنون في الأرياف، ويعانون من مشكلات التنقل بين الريف والمدينة.
وأشار رجب إلى وجود خطة مع مجلس مدينة بانياس لنقل البسطات ضمن السوق التجاري، لموقع سوق المهن الذي يحوي أكثر من 70 – 80 بسطة فارغة، وعدداً كبيراً من المحال، ففي حال استثمرت تنشط الحركة في السوق، ولكن أجّل هذا القرار بسبب الوضع الاقتصادي.
ولفت رجب إلى أنه خلال اجتماع اللجنة مع الحرفيين تم التأكيد على اعتبار محالهم ورشات عمل وعرضاً، وليعملوا على تسويق منتجاتهم عبر الانترنت.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة