أشباه الأدوية لأمراض حقيقية وشبه اقتراح وسط أشباه للحلول
خاص غلوبال – زهير المحمد
عاد من الصيدلية وهو يحدق في ورقة بيضاء موشحة بخط غير واضح، وسمعته يتمتم ”قرار مناسب في وقت غير مناسب“ فدفعني الفضول لأسأل الرجل وما هو القرار المناسب قال رفع سعر الأدوية وبنسبة مئة بالمئة قبل أسبوع، قلت وما الوقت المناسب لهذا القرار قال: لو صدر مع بدايات الصيف لأن صدوره مع موجة هذا الكريب الحاد الذي يعصف بمعظم الأطفال والكبار يجعل الأسرة تعاني الأمرين.
أنت تعلم أن تكاليف الأدوية اللازمة لعلاج الرشح وصل بعد هذا الرفع لسعر الدواء لمبلغ يتراوح بين ثلاثين إلى ستين ألف ليرة، وهذا يعني أن أسرتي المكونة من أربعة أشخاص بما فيهم الداعي تحتاج إلى راتب كامل كأدوية للرشح الذي قد يزورنا أكثر من مرة في فصل الشتاء، والقضية تحتاج إلى عناية خاصة بالغذاء والفواكه ولاأقصد الرمان أو الإجاص الذي يصدر إلى سيبيريا وصحراء الربع الخالي، وبتنا نسمع به عن طريق السوشل ميديا وإنما أقصد الحمضيات، كما يحتاج إلى فروج مع مرقة غنية بالخضر وغاز وزيت ومازوت للتدفئة، ما يعني أن غلاء سعر الدواء أتى وفق مقولة فوق الموتة عصة القبر.
لقد بات هناك شبيه لكل شيء حتى الإنسان يقولون بأن الله خلق من الشبه أربعين وهناك أشباه الألبان ومشتقاتها، فلماذا لانجد أشباه الأدوية بأسعار أقل، وأشباه للفاصوليا والكوسا كي لانشتري الكيلو بأربعة عشر ألف ليرة.
وأضاف: لقد فكرت أكثر من مرة للاستعانة بالمشعوذين وكتاب التمائم لمعالجة بعض الأمراض البسيطة التي تداهم فرداً أو أكثر من أفراد الأسرة وقلت في نفسي الشعوذة هي من أشباه الدواء، ولكنني فوجئت أن المشعوذين قد رفعوا تسعيرتهم بنسب متقاربة مع النسب التي ارتفع بها الدواء، وأن الشيء الوحيد الذي لم يرتفع هو هذا الراتب اللعين والذي يمكن أن أطلق عليه شبه راتب أو خيال راتب لأنني غالباً عندما اصطحبه إلى السوق أتركه هناك بعد جولة بسيطة وشراء بعض الحاجيات ولايعود معي من الرزمة سوى المطاطة التي لاتصلح لأي شيء لأنها تتقطع فوراً وكأنها من أشباه المطاط.
أحد المسؤولين الدوائيين قال بأنه لاحجة لأحد في احتكار الدواء بعد رفع الأسعار، ولاسيما أن رفع الأسعار جعل العديد من المرضى يعدون للألف قبل اللجوء إلى شراء الدواء الذي بات مكلفاً.
وقبل أن أودعه قلت له وماذا تقترح؟
قال لدي ما يشبه الاقتراح لكنني لن أبوح به لمن لايزودونا إلا بأشباه للحلول.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
