أعياد نترحم على طقوسها بعد أن فقدت هداياها
خاص غلوبال – زهير المحمد
من الصعب أن تجد العبارات التي تعطي للأم بعضاً من حقوقها، وخاصة في هذه المناسبة التي يحاول فيها الأبناء أن يتذكروا بعضاً من تعبها الجسدي والنفسي الذي تكابده على أبنائها حتى يكبروا، كم سهرت الليالي لتراعي طفلها المريض، وكم حاولت أن تؤمن له الطعام وهي جائعة وأن تجعله ينام قرير العين وهي قلقة.
كل ذلك يعلمه الأبناء الذين تربيهم “كل شبر بندر” كما يقولون، وعندما يكبرون يكبر همهم أيضاً ويضاف إلى همهم هم أولادهم في سلسلة تمتد ولاتنتهي عن التضحية التي كانت ولاتزال مترافقة مع عاطفة الأمومة التي لايعرف حدودها سوى الأمهات، تلك العاطفة النبيلة التي تدفع الأم لمتابعتك في الليل والنهار في المرض والصحة، وهي التي تجعلها تراك ذلك الطفل الذي يحتاج إلى النصح والرعاية، حتى بعد أن تتزوج ويأتيك “عر من الأولاد”.
نتوق جميعاً لنقدم شيئاً لأمنا في هذا العيد، وعلى الرغم من أن الأمهات لايطلبن الهدايا ولاينتظرن الثناء، إلا أن ذلك يجب ألا يغيب عن ذهن الأولاد، وإذا كانت اليد قصيرة والعين بصيرة ومتطلبات العيش باتت أكثر بكثير من من المبالغ التي نتقاضها، فلا بأس من الاستعاضة عنها بالمعايدة وبالكلمات الجميلة التي تشعر الأم بأن تعبها وسهر الليالي لم يذهب سدى.
نحن متأكدون أن أمهاتنا يقدرون ظروفنا الصعبة وأن الهدية التي كنا نشتريها بخمسمئة ليرة قبل الأزمة، باتت تحتاج إلى راتب شهر كامل، بل أكثر من ذلك فإن معظم الأمهات يشعرن بالقلق على أولادهن وأحفادهن نتيجة هذا الوضع المعيشي الصعب الذي تعاني منه الغالبية العظمى من أصحاب الرواتب والأجور، ولهذا كله فإن الاعتذار واجب من الأمهات على تقصير مادي على الأقل خارج عن إرادتنا بسبب الظروف.
كل عام والأمهات جميعاً بألف خير في هذا اليوم الذي يجب أن نتذكر فيه حجم التعب والتضحية الذي تكابده الأم، ولابد أن نتذكر أمهات الشهداء اللواتي قدمن فلذات أكبادهن فداء للوطن، فالوطن أم للجميع وترخص الأرواح والأنفس لصونه والدفاع عنه.
مع أملنا الكبير أن تتحسن الأحوال ليعود للعيد بعضاً من طقوسه وهداياه، وأن يستطيع جميع الأبناء فيه أن يسافروا، وإن بعدت للمسافات لقضاء يوم العيد إلى جانب من أفنت حياتها من أجلهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة