أكثر من ستة آلاف شقة سكنية على الهيكل… نقيب المهندسين في السويداءلـ«غلوبال»: السبب ارتفاع أسعار مواد البناء

خاص السويداء – طلال الكفيري

الفورة البنائية التي شهدتها مدينة السويداء خلال السنين العشرة الماضية، التي أْطلق عليها حينها “الفترة الذهبية” من الواضح أنها دخلت حالياً في حالة سبات شبه تام، لا بل قد وصل الأمر بمتعهدي الأبنية إلى تجميد إكساء الشقق السكنية التي مضى على إشادة بعضها سنين عدة إلى أجل غير مسمى.

ويبرر متعهدو البناء ذلك الشلل إلى التحليق غير المتوقف لأسعار مواد البناء التي وصلت نسبة زيادتها إلى أكثر من 1000 بالمئة، ولاسيما أن حسبتها أصبحت تقاس بالعملة الصعبة، فمثلاً وصل سعر الطن الواحد من الإسمنت في السوق المحلية إلى 2.7 مليون ليرة، وطن الحديد إلى 12.5 مليون ليرة، ووصل سعر المتر الواحد للرمل والبحص إلى نحو 250 ألف ليرة، أما البلاط فقد تراوحت أسعارها ما بين 200 ألف ليرة وحتى مليون ليرة طبعاً حسب النوعية المستخدمة، كما تجاوز سعر طوبة البلوك الواحدة ال 9 آلاف ليرة قطع 20، مضاف إليهم أجور معلمي الطينة والبلاط ونجاري البيتون وغيرها.

وأمام هذه الأسعار المفروضة على سوق العقارات، أصبح الاستمرار بعمليات البناء والإكساء شبه مستحيل كونه سيزيد من تكلفة بناء وإكساء الشقة، وهذا سيدفع المتعهد لرفع أسعار مبيعها، ما سينعكس سلباً على الراغبين بالشراء لما سيرتبه عليهم من أعباء مالية كبيرة هم بغنى عنها، كون أسعارها ستحلق عالياً، فمثلاً الشقة التي مساحتها 100متر مربع، والتي كانت تباع على الهيكل منذ عامين بخمسين مليوناً حالياً وصل سعرها إلى نحو 250 مليون ليرة قابلة للزيادة في قادمات الأيام.

مصدر في نقابة مقاولي السويداء أشار
لـ«غلوبال» إلى أن ارتفاع أسعار مواد البناء المتلاحق في السوق المحلية، أوقف الزحف البنائي الذي شهد حركة كثيفة فيما مضى، وبالتالي أبقى أكثر من ستة آلاف شقة سكنية على الهيكل، لعدم مقدرة أصحابها على إكمالها، والأهم من كل ما ذكر تجنب الكثيرين من المتعهدين الدخول في مغامرات بنائية جديدة قد ينتهي بها المطاف إلى الموت السريري من جراء انعدام سوق الطلب على الشراء.

بدوره أشار رئيس فرع نقابة مهندسي السويداء الدكتور المهندس حسان فهد لـ«غلوبال» إلى أن سوق الحراك البنائي مضاف إليه إكساء ما تم بناؤه من شقق سكنية على ساحة مدينة السويداء، بات يشهد حالياً حالة من الركود شبه التام، نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء بشكلٍ غير مسبوق، وعجز عدد كبير من الأهالي على اقتحام تلك الأسواق، لعدم مقدرتهم المالية على مجاراة أسعارها الآخذة بالتزايد بشكل يومي، وعدم قدرة متعهدي الأبنية على شراء أراض لزوم البناء، ولاسيما بعد أن وصل سعر قطعة الأرض مساحة 500 متر مربع إلى نحو ملياري ليرة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة