أمريكا…حاميها حراميها
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
كما كان متوقعاً سارعت أمريكا للإعلان عن حلف جديد من أحلافها غير الشرعية وغير القانونية بحجة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، وعلى عكس المتوقع فقد ضمت البحرين لهذا الحلف كعضو شرفي إلى جانب ثماني دول أجنبية، على رأسهم أمريكا التي لا تريد من هذا الحلف حماية الملاحة وإنما أن تثبت أنها «شرطي العالم» الذي باع ضميره للشيطان ونذر نفسه لتهديد الدول الفقيرة والأمن والسلم الدوليين.
والمشكلة أن الأحلاف غير الشرعية التي تشكلها أمريكا لا تنتهي صلاحيتها ولا ترتبط بمدة أو إتمام هدف، فالهدف ليس معالجة المشكلة -إن وجدت- وإنما تعقيدها لتعزيز الوجود العسكري.
ومنذ عملية تحرير الكويت وتشكيل حلف دولي بحجة تحريرها عام 1990، وتشكيل حلف دولي آخر لغزو العراق بعد أن اتهمته زوراً أن لديه أسلحة دمار شامل في العام 2003، ومن ثم الحلف الدولي الذي شكلته بحجة محاربة «داعش » في سورية والعراق والتواجد الأمريكي العسكري يتزايد، بل يتناسى الأمريكيون الهدف الذي أعلنوه ابتداءً ويركزوا على هدفهم الأساسي بالتدخلات السافرة في شؤون دول المنطقة ونهب خيراتها، عبر تعميق الأزمات وتشجيع الحركات الانفصالية وصولاً إلى التقسيم الهادف لشرذمة الدول الوطنية.
هل يستحق من يستهدف السفن والمصالح الإسرائيلية كل هذه الجلبة والجلجلة بالسلاح، وهل بحثت واشنطن عن الأسباب كي تعالجها؟ ألا تعرف واشنطن أن «إسرائيل» تعتدي على القانون الدولي وعلى الأمم المتحدة وعلى جميع الدول وعلى مشاعر الرأي العام العالمي الذي يتألم أمام مشاهد التدمير والقتل، والخوف ومنع الدواء؟ ألا تعرف واشنطن أن العديد من دول العالم على استعداد لقطع العلاقات مع «إسرائيل» لولا الضغط والخوف من العقوبات الأحادية.
الرئيس الماليزي قالها أمس وبكل صراحة: إنه لن يسمح لأي سفينة إسرائيلية باستخدام الموانئ الماليزية بسبب الجرائم التي تقوم بها «إسرائيل» وأعتقد أنه لو كان يمتلك البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية من عبوره.
إن هذا الاستهتار الأمريكي الإسرائيلي بالإرث القانوني والأخلاقي وبقوانين الحرب وبمعاهدات جنيف، يترافق مع عجز دول العالم عن فعل أي شيء لأن مفاتيح الحرب والسلم في جيبة الراعي الأمريكي لـ«إسرائيل».
إن الأحلاف غير الشرعية لن تحقق السلام على أي صعيد وفي أي مكان، فلن يحقق إلا بوقف الحرب في غزة وفي غيرها من مناطق التوتر، وإعادة حقوق الشعوب المغتصبة الى أصحابها وفقاً للشرعية الدولية، وتغيير أمريكا لعقلية الاستباحة والعدوانية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة