أمريكا تتسبب بوقف المفاوضات بين موسكو و”قسد”
توقّفت المفاوضات بين روسيا و«قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، بعد موقف «متعنّت» أظهرته الأخيرة، التي انساقت مجدّداً خلْف الموقف الأميركي، محاوِلةً فرْض شروط مسبقة على أيّ حوار مع دمشق، بينها «عدم المساس بالإدارة الذاتية»، و«الحفاظ على هيكليّة قسد».
شروطٌ قابلتها كلّ من دمشق وموسكو بالرفض، لتبدأ على إثر ذلك سلسلة من التقلّبات في موقف مسؤولي «قسد»، بالتزامن مع عودة النشاط الأميركي إلى الساحة السورية، وتمديد بقاء القوّات العسكرية، وتوقيع الرئيس الأميركي، جو بايدن، على قرار لـ«ضمان حصار دمشق».
ويأتي هذا الموقف، المنحاز بشكل كامل إلى الولايات المتحدة، بعد جولة محادثات أجراها مسؤولون أميركيّون مع مسؤولين من «قسد»، أكّدوا خلالها لهم استمرار وجودهم في سورية، داعين إيّاهم إلى الانكفاء عن أيّ محادثات مع روسيا. و
على إثر ذلك، وقّع الرئيس الأميركي، جو بايدن، مشروع القانون «1605» لتفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2022، والذي تضمّن عدة نقاط تتعلّق بسورية، من بينها تخصيص مبلغ 177 مليون دولار للوحدات المقاتلة ضدّ تنظيم «داعش»، يذهب الجزء الأكبر منه إلى «قسد».
كما دعا المشروع إلى «التقصّي عن ثروة الرئيس، بشار الأسد، وأسرته خلال مدّة لا تتجاوز 120 يوماً»، و«تقييم جهود الولايات المتحدة لمنْع التطبيع مع الحكومة السورية، إلى جانب منْع عودة سورية إلى الجامعة العربية».
وحسب الأخبار اللبنانية، على الرغم من كون المبلغ المذكور يُعتبر منخفضاً مقارنة بالأعوام السابقة (200 مليون دولار عام 2021، و300 مليون عام 2019)، إلّا أنه مثّل إشارة بالنسبة إلى الأكراد حول جدّية بقاء القوات الأميركية، بعد النكسة التي تعرّضوا لها خلال فترة حُكم الرئيس السابق دونالد ترامب، والضبابية السابقة في موقف بايدن، بالإضافة إلى رفض واشنطن تمرير قانون لـ«تمكين الإدارة الذاتية اقتصادياً»، والظاهر أن هذه الإشارة أسهمت في دفْع الأكراد نحو القطيعة مع روسيا، ما تسبّب بنسْف الجهود الروسية الأخيرة.
واقترنت عودة النشاط السياسي والعسكري الأميركي في سورية بحجّة «محاربة داعش»، بنشاطات استعراضية أميركية، من بينها عودة تسيير دوريات في مناطق على تماس مع مواقع سيطرة الفصائل المدعومة تركياً، بالإضافة إلى إجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع مقاتلي «قسد»، ومسلّحي «مغاوير الثورة» الذين يتمركزون في منطقة التنف التي تتمركز فيها القوات الأميركية أيضاً، على المثلّث الحدودي مع العراق والأردن.
وحمَل هذا النشاط العسكري الأميركي المتزايد، روسيا، بدورها، على تعزيز حضورها العسكري في المناطق الشمالية الشرقية من سورية، حيث أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مناطق عديدة، من بينها مطار القامشلي، وعين عيسى في محافظة الرقة، بالإضافة إلى تنشيط الدوريات المشتركة مع تركيا، الأمر الذي أرجع المنطقة الشرقية مرّة أخرى إلى مرحلة التسابق العسكري – بعد فترة من الانكماش الأميركي والتمدّد الروسي -، وأعاد إنعاش «الأحلام الكردية».
طريقك الصحيح نحو الحقيقة