أمريكا تحارب العالم بقفازات أوكرانية
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
يتساءل الكثيرون عن سر اهتمامنا بما يجري في أوكرانيا وكأن هذه الحرب لاتعنينا إلا لكون حليفنا الروسي منخرطاً في عملية عسكرية كان من المفترض بأن تكون محدودة لدرء الخطر الذي يهدد الأمن القومي الروسي من ازدياد النفوذ الأمريكي في أوكرانيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق، وتحريض تلك الدول للانضمام لحلف الناتو وتحويل تلك الدول إلى منصة عدوان ومخزن للسلاح المتطور الذي يهدد أمن الجميع.
لكن التدخل الأمريكي والغربي عموماً جعل سورية ودول العالم قاطبة تتلظى بنار الحرب، وكان من أهم الانعكاسات السلبية على الشعب السوري ذلك الغلاء الفاحش الذي شهدته أسواق الحبوب والزيوت النباتية والعديد من السلع الغذائية، على اعتبار بأن أوكرانيا من الدول المصدرة لتلك المنتجات، وتأثرت كذلك الدول الإفريقية ما دفع عدداً من رؤساء الدول الإفريقية للقيام بمبادرة سلام قبل أيام لإنهاء الحرب وضمان تدفق السلع الغذائية لدولهم، لكن مساعيهم لم تنجح فيما كان الاتحاد الأوروبي يعلن( بالتزامن) عن نيته تقديم مساعدات لأوكرانيا بخمسين مليار يورو وتقديم أمريكا مساعدات عسكرية بمليار وثلث المليار وفق ماصرح به وزير الخارجية الأمريكي بلنكن أمام مسؤولي الاتحاد الأوربي.
لقد قدمت أمريكا ومنذ إندلاع الحرب في أوكرانيا دعماً مالياً بمليارات الدولارات ودعماً عسكرياً بالأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا، وتحث الدول الغربية على تقديم المزيد لإطالة أمد الحرب وتعطيل الحلول السياسية، وهي بذلك لاتشن حرباً أمريكية بقفازات أوكرانية على الاتحاد الروسي كما صرح وزير الخارجية الروسي يوم الاثنين الماضي، وإنما تشن حرباً على سورية وعلى الدول الإفريقية وعلى الدول الأوروبية التي دفعت ثمناً باهظاً نتيجة تعطل توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا مارفع تكاليف المعيشة على المستهلكين.
الحرب الأمريكية على الشعب السوري هي حرب معلنة إقتصادياً وعسكرياً (من خلال التحالف الدولي غير الشرعي)وأيضاً من خلال تغذيتها للحرب في أوكرانيا.
إن السياسة الأمريكية تركز على إضعاف الجميع ولاتفرق في ذلك بين أعدائها وأصدقائها لأن قوة أمريكا لاتكتمل إلا بإضعاف الآخرين، ولتجاوز هذه الحالة لابد من قراءة صحيحة لما يجري في سورية وفي أوكرانيا وفي السودان وفي كل مناطق النزاع، حيث تقود أمريكا حروب الواسطة التي لن تجلب إلا الفقر والفوضى وزيادة عدد اللاجئين، ونحن في سورية لاندفع ثمن الحرب الإرهابية التي قادتها أمريكا علينا (من الخلف)، وإنما ندفع ثمن كل الحروب التي أشعلتها أمريكا و تغذي استمرارها من أوكرانيا إلى السودان والصومال وفلسطين.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة