أهالي حمص يبحثون عمّا يحقق التفوق الدراسي لأبنائهم… خبراء تربويون لـ«غلوبال»: التعاون بين الكادر والطالب والأهل والابتعاد عن التلقين
خاص حمص – زينب سلوم
ما زال الهم الدراسي يقض مضاجع الأهالي في حمص وسط حلول ترقيعية وبالغة الثمن وفي النهاية قد لا تعطي النتيجة المرجوة، وليس آخرها إنفاق ملايين الليرات على الدروس الخصوصية والمعاهد الخاصة وشراء النوط والملخصات، ناهيك عن اللجوء إلى حلول جشعة قد تقضي على مستقبل الطالب وتجهض أحلامه في تحقيق هدف مستقبله.
المدرس إياد حذر من تهافت الأهل المبالغ فيه نحو الدروس الخصوصية الذي حول العلم، وللأسف إلى ما يشبه التجارة الحرة، والتي قد لا تختلف كثيراً عن المتاجرة بالغاز والمازوت والبنزين على البسطات فتزيد من أمراضنا الاجتماعية والاقتصادية التي خلّفتها الأزمة.
المدرسة حنين لفتت إلى أن المعاهد أو المدارس الخاصة ليست حلاً سحرياً بدليل أن المتفوقين لم تكن نسبتهم الكبرى منها، بل من المدارس العامة رغم كل ما تعانيه مع طواقمها من مشكلات ونقص في الكادر التدريسي وضعف في الإمكانات، مؤكدة أن الدور الأساسي يكون في توجيه الأهل للأبناء وفي تعاون الطالب وتفاعله مع مدرسه، وبالتأكيد لأسلوب المدرس وقدرته على تطويع المنهاج وإيصال الفكرة بالوقت الأقصر والأسلوب الأكثر ترسيخاً.
من جهةٍ أخرى، كان لافتاً هذا العام ما حققته مدرسة الباسل للمتفوقين من علامات تامة وشبه تامة لطلابها في الشهادتين الإعدادية والثانوية، ما أثار التساؤل عمّا تلتزم به هذه المدرسة من معايير وطرق تنمي عقلية الطالب وتدفعه نحو الإبداع ليس فقط في دراسته، بل في مجالات شتى.
الأستاذ محمد سلامة، مدير مدرسة الباسل أكد لـ«غلوبال» أن المدرسة ومنذ بدء الدوام الإداري تنهي جميع مسائل توزيع المدرسين ووضع البرامج وتجهيز القاعات الدراسية والاجتماع بالكادر التدريسي، بحيث يبدأ الدوام وإعطاء الدروس منذ اللحظة الأولى للعام الدراسي.
وتقوم الإدارة بمتابعة يومية عبر تواجد مكثف في جميع الصفوف مع عمل فوري على المعالجة اللحظية لأي مشكلات قد تعيق العملية التدريسية دون أي تأجيل، إضافة إلى الاعتماد على تجهيزات مميزة، مبيناً أن المدرس هو ميسّر وليس ملقّناً، بل حتى يتم تكليف مجموعة من الطلاب بتحضير الدروس وإعطائها لزملائهم تحت إشراف الإدارة فيما يشبه حصصاً أنموذجية.
وأكد سلامة على أهمية التزام الطلاب والمدرسين بدقة ساعات الدوام، وعدم الانقطاع المبكر لطلاب الشهادتين مع إجراء اختبارات مؤقتة لهم قبل الامتحان النهائي، والحفاظ على التواصل الدائم بين الطلاب والأساتذة والإدارة لتدارك المشكلات وحلها.
ونوه سلامة بأن طلاب المدرسة بعيدون كل البعد عن الساعات الخصوصية والمعاهد الخاصة نظراً لجو التفاهم والتواصل والتكامل في الدور الذي حقق مناخاً تدريسياً مميزاً بمشاركة الأهل لتحقيق التفوق والاستمرار فيه وسط جو من المنافسة العالية بين الطلاب حتى على مستوى أجزاء الدرجات.
كذلك يتم التركيز على الاجتماع بأولياء الأمور، وفتح باب المدرسة في كل الأيام لمراجعاتهم ووضعهم بالصورة في منتهى الشفافية والحفاظ على تواجد أبنائهم ضمن المدرسة من خلال تحقيق معدل لا يقل عن 85%، فضلاً عن حل المشكلات النفسية للطالب عن المرشدين النفسيين وفتح إضبارة للطالب لدراسة وتقييم التقدم في حل مشكلاته بالتعاون مع الأهل فيما يخص ما هو خارج الإطار التربوي المحدد للمدرسة.
وفيما يخص المناهج الجديدة، أكد مدير المدرسة أنها لا تتضمن أي مشكلات بدليل تحقيق التفوق من عدد كبير من الطلاب، إلا أنه أكد في الوقت نفسه على ضرورة تكثيف النماذج المؤتمتة لتهيئة الطالب على التعامل معها، مؤكداً أن الوزارة وزعت عدداً من النماذج، وأقامت عدداً من الدورات حول الأتمتة وكيفية وضع الأسئلة وتوزيع كتل المنهاج عليها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة