خبر عاجل
تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن” انضمام نجوم جدد إلى مسلسل “السبع ابن الجبل”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

أولوية السكن البديل..؟!

خاص غلوبال – رحاب الإبراهيم

أن تعيش رعب الزلزال في كل ثانية بعد كل هزة ارتدادية ولاسيما في المدن المنكوبة، أمر لا يقل خطورة عن قوة الزلزال المدمر نفسه، فالعيش مع الخوف والابتعاد عن المساحة الآمنة في الحياة، يضعف رغبة في العيش والعمل، ولاسيما إذا كانت هذه المساحة الآمنة هي بيتك، الذي لم تعد تشعر بالأمان فيه كما قبل الزلزال، ولكن ماذا علينا فعله لتخطي هذا الواقع المؤلم..

هل نستسلم لهذا الوضع الصعب ولاسيما أننا كسوريين لم نلتقط أنفاسنا منذ اثني عشر عاماً، منذ جثوم الحرب الملعونة واشتداد الحصار الخارجي والداخلي أيضاً بعد وصول الغلاء إلى مستويات غير مسبوقة بهمة فريق اقتصادي لم يستطع حل مشكلة البصل، فهل سيقدر على التصدي لكارثة الزلزال وماخلفه من دمار وتشريد آلاف الأسر لتصبح بلا مأوى تفترش الحدائق والأرصفة أو تجلس في مراكز الإيواء غير المجهزة أساساً لمثل هذه الحالات، كونها عبارة عن جوامع وكنائس ومدارس أم نواصل حياتنا ونتأقلم مع الظرف الصعب كما تأقلمنا سابقاً، ولاسيما أن دولاً كثيرة أصابتها نكبة الزلزال وعادت تنتج وتعمل وأصبحت من أقوى البلدان.

تخطي رعب الهزات الارتدادية، التي يرجح الخبراء الجيولوجيون أنها قد تتكرر، يكون بتوخي الحيطة والحذر وإتباع إجراءات السلامة العامة وليس بالهلع والذعر ونشر الإشاعات، التي تسببت في زيادة الوضع سوءاً، ونحن لا ينقصنا هذا، فلدينا الكثير منه، كما يحتاج الأمر إلى متابعة النشاط اليومي وأمور الحياة والعمل من دون الاستكانة إلى النفسية السوداوية، التي قد تتسبب في أحيان كثير في هلاك أصحابها وعدم مقدرتهم على تخطي أي هزة لو كانت صغيرة.

فماذا لو كنت مكان أشخاص منكوبين فقدوا عائلتهم بأكملها أو طفل بقي وحيداً يواجه هذه الحياة ولا يعرف كيف سيعيش بعيداً عن كنف والديه، أو فقدت منزلك وكل ممتلكاتك فيه وخسرت شقى العمر بلمح البصر، في حين لا نزال نحيا ونعيش وإن كانت لحظات الزلزال المدمر الأولى ستبقى في الذاكرة مهما طال العمر.

الزلزال الكارثي خلف أضراراً ضخمة في الأرواح والبيوت، ونأمل ألا يتكرر مرة ثانية أياً كانت شدته، فالنفوس المتعبة لم تعد تقدر على تحمل المزيد من الغصات والنكبات،التي إن حصلت، لن يكون أمامنا سوى مواجهتها ومواصلة الحياة، ومساعدة بعضنا على تخطيها، وهنا رغم الفاجعة الكبيرة كانت هبة السوريين لنجدة بعضهم في مصابهم أمراً يستحق الثناء والافتخار، فلولا حالة التعاون والتعاضد بين المجتمع الأهلي والرسمي والقطاع الخاص لكن الحال بالويل، حتى لو اعترى الأمر بعض العثرات والعشوائية وإن استطاع بعض أصحاب النفوس الضعيفة سرقة بعض المعونات الإغاثية.

لكن بالمجمل كانت حالة الفزعة السورية فردية من نوعها مع أن غالبية السوريين باتوا يعانون من سوء في أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، لكن ذلك لم يمنعهم من مساندة بعضهم وتقليل حجم الخسائر، التي كانت ستكون أقل لو رفع الحصار الجائر عن الشعب السوري بحيث يقدر من يرغب في مد يد العون والمساعدة في الخارج إلى إيصال الإمدادات المساندة من دون المنع الأمريكي الظالم، الذي كسرته العديد من العربية والدولية وفضلت الاستجابة للنداء الإنساني بعيداً عن الجبروت الأمريكي الذي لا يكترث بإنسانية أو أخلاق، فالمصالح تحكمه حتى لو قتل ملايين البشر.

ما قام به المجتمع الأهلي بالتشارك مع المؤسسات الرسمية والخاصة من توزيع المواد الإغاثية من أطعمة وأغطية وفرش وألبسة وأدوية يعد عملاً جباراً يستحق التقدير، لكن بالمقابل لا نريد تحويل الشعب السوري إلى شعب اتكالي، فالمطلوب اليوم تأمين مساكن بديلة للمتضررين من الزلزال، فمن حق من فقد بيته تأمين سقف يقيه البرد والتشرد وحاجة الناس، وبالتالي يصبح تأمين المأكل والمشرب أمراً ليس بصعب، وإن كنت أعتقد جازمة أن النسبة العظمى لن تقبل بالإعانات بعد خلاصها من هم تأمين مسكن لها، ففي أثناء عملي في تغطية هذه الكارثة رأيت عائلات كثيرة ترفض الإعانة رغم حاجتها لظنها بأن هناك عائلة أخرى تستحق أكثر منها، وبالمقابل لا يمكن تجاهل أن بعضاً آخر عمد إلى أخذ حصة غيره مع أنه لا يستحق، ولكن بعيداً عن هذه الحالات يبقى تأمين مساكن بديلة الأولوية الأكثر إلحاحاً، وإن كنت مع فكرة هدم المساكن المخالفة كلها كونها عرضة للانهيار بأي لحظة وتأمين سكانها في مساكن مؤقتة مع حفظ حقوق ملكيتها.

إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى خطة عمل مركزة يسمح بها لشركات كبرى مع تسهيلات وإعفاءات ميزة لإعادة إعمار هذه المناطق خلال فترة زمنية على أن تكون وفق أسس هندسية سليمة ومقاومة بالدرجة الأولى للزلزال والكوارث الطبيعية التي قد تتعرض لها بأي وقت من يعلم.؟!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *